محطة | السائح المحلي غير مهم..!


بقلم: يوسف بن أحمد البلوشي | لا يزال مسؤولو الفنادق في السلطنة غير مقتنعين بدور السائح المحلي في عمل مفارقة كبيرة في أرباح الفنادق، ورفع نسبة الإشغال، فكل همهم السائح الأوروبي الذي يأتي مكرما معززا بأسعار زهيدة عبر أفواج لا تخدم السياحة.كثير من الدول العالمية تضع السائح المحلي في أولوية اهتمامها وتوفر له الكثير من الخيارات في الأسعار، وتروج له لجذبه طوال العام وليس في وقت الأزمات فقط. لكن لدينا العكس فالسائح المحلي منسى ولا يقدر من الفنادق، فتراها لا تروج في السوق المحلية لجذب السياحة الداخلية بحجة أن المواطن العُماني لا يصرف سياحيا ولا يذهب كثيرا إلى المطاعم في الفنادق، وهذا الكلام مغلوط للاسف لدى أصحاب الفكر الضيق الذين دوما همهم السياح القادمين من الخارج فقط، فتراهم يلهثون نحو الخارج للترويج في دول أوروبا وكأن هناك ذهبا يدر علينا رغم اننا نعرف ما يصرفه هؤلاء عند السفر وكم تكلف رحلة كل فرد التي لا تتجاوز 30 ريالا “اذا وصلت لهذا المبلغ” في فندق 4 و 5 نجوم شاملة الغرفة والإفطار والعشاء والمشروبات. بنهاية ديسمبر الماضي بلغ عدد النزلاء في الفنادق فئة 3 – 5 نجوم من دول أوروبا حوالي ( 592.750 ) نزيل، فيما بلغ النزلاء العمانيون ( 539.787 ) نزيل، وهذا يؤكد أن العمانيين ينزلون في الفنادق ويدفعون، وشاهدنا العدد الكبير من أفواج السياح العمانيين الذين يسافرون إلى الخارج في الصيف، وفِي نهاية كل أسبوع الى دبي للاستمتاع باجازة قصيرة يصرف الواحد فيهم ليس أقل من 300 ريال في يومين. إذن نحن اليوم بحاجة إلى أن نقدم للسياح العمانيين دفعة من الترويج والتسويق نحو السياحة الداخلية، وقد شاهدنا كم عدد الحجوزات التي ألغيت في دول العالم وتأثرت بسبب فيروس كورونا، لذلك فإن السائح المحلي هو الجبل الذي يجب أن تستند عليه السياحة الداخلية ليكون قوتها سواء في الأزمات أو غيرها ولنا في موسم صلالة السياحي عبرة حينما نرى أن أكثر النزلاء في الموسم من العمانيين وبعدهم الخليجيين الذي يشكلون النسبة الأكثر. أن الالتفات للسياحة الداخلية وجعلها في حالة انتعاش يتطلب دورا أكبر تسويقيا في قادم الأيام وأن تقدم الفنادق أسعارا خاصة للعمانيين وخطة تسويقية للفنادق سواء للمطاعم او غيرها من الخدمات التي تنعش السياحة الداخلية أكثر وأكثر.قبل أيام اتصل بي أحد رجال الأعمال يبدي سخطة من ضعف الحركة السياحة في فندقه وأرجع السبب بالطبع على دور جهات معينة، في ضعف التسويق لعمان وهذا الكلام تم الرد عليه سابقا، بأن الجهات المعنية تروج لعمان وليس للفندق، لان الترويج للفندق ولعمان أيضا جزء من مسؤولية الفنادق، وليس على عاتق الحكومة فقط. كما أن الحكومة منحت تسهيلات للدخول الى السلطنة عبر تأشيرات مسهلة ولكن لم يستطع أصحاب الفنادق الترويج الصحيح للقطاع السياحي، فقط يريدون ان يجنون الأرباح من غير أن يدفعون الكثير على برامج التسويق والترويج خاصة في داخل السلطنة، وهذه مشكلة يجب أن يفهمونها أن الترويج يجب أن يزداد عاما بعد عام. من أجل المحافظة على الزبائن وليس الترويج لعام والتوقف أعوام.!
* رئيس التحرير yahmedom@hotmail.com

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*