ذاكرة | الحُسن في ميبام

بقلم: نجلاء الرحبية |

فلا الوصف في بهاءكِ قد تجلى..أضاعَ الوصف بعدكِ أم أفلَ!.

فما سحرٌ رأيتُ كمثلكِ سحرٌ..وما حسنٌ كحسنك قبلاً قد أطلَ.
جميلة هي، ذات ريشة ربانية، قد تهافت على لوحتها كل ما هو جميل وكل ما هو مُبهر.قرية ميبام، والتي تقع في نيابة طيوي بولاية صور، لوحة صُقلت بكل إبداع لتُصبِح بقعةً تختلف عن باقي البقاع وتكون وجهةً إستثنائية يتغنى بها الجميع ومقصد يُطلب بالإسم للقيام بزيارته من قبل السياح. تنقسم “ميبام” لعدة حارات وأشهرها حارة علاية والتي يقال أنها قد تعرضت قديماً لهزة أرضية ولم يتبق منها إلا آثاراً بسيطة ومسجداً قد سُمي بإسم هذه الحارة.
في “ميبام” تتناغم المناظر الخلابة، فجبالها الشامخة تحتضن العديد من الأشجار الظليلة، والطيور والنباتات النادرة والمتنوعة والتي بدورها تضفي لهواة التسلق متعة إكمال الطريق، ولهفة لمعرفة ما تخبئه هذه الجبال المميزة بتضاريسها المختلفة وكهوفها المنتشرة بالمكان.تتوسط تلك الجبال المياه الجارية المنعكسة بمختلف الألوان، فتارة تكون خضراء بفعل الطحالب أو انعكاس الأشجار، وتارة تراها فضية اللون حين تصافح أشعة الشمس أو حين تلتحم بالصخور، وتارة أخرى تراها قد زَرِقت بفعل انعكاس لون السماء.شلالاتها التي تنساب لتضيف للجمال جمالا، وبركها التي تكونت في بقاعٍ مختلفة وواسعة فتمنح للسائح متعة ممارسة هواية الغوص والسباحة. أُناسها يعيشون على بساط من الهدوء والبساطة وطيب النفس وكرم الضيافة، تعلو بيوتهم البسيطة المتدرجة البناء؛ قلعة ميبام والتي قد بناها الأجداد قبل مئات السنين للدفاع عن قريتهم، ويتوسطها مسجد الخوار.في هذه القرية توارث الأجيال مهنة الزراعة فتجد مزارعهم الخصبة التربة تحبى بالعديد من الأشجار، كأشجار النخيل والأمبا والموز بأنواعه والليمون وأشجار النارنج والسفرجل والثوم والبصل وشجر الحناء، المُتشبعة بالمياه العذبة التي تنساب من الأفلاج القديمة المنشأ والتي من أشهرها فلج المتمرد البارد صيفاً والدافئ شتاءً.تعد “ميبام” وجهة سياحية للمغامرين ومحبي الاستكشاف ومُحبي الطبيعة وعيش التجارب الشيِقة، بالإضافة إلى هواة التخييم، إلا ان وعورة الطريق تكون أحياناً شاقة ومُتعبة لبعض السياح، كما يرى السكان أنه لابد من إيجاد حل لتوفير مواقف السيارات، والاهتمام بصحة ونظافة المرافق العامة ومحاولة إضافة بعض اللمسات التي قد تساعد على جعل هذه القرية وجهةٌ سياحية أفضل.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*