يوسف بن أحمد البلوشي | كانت هذه العبارة ذات رنين كبير لا يزال يتردد صداها في فكري، والتي نطق بها صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم، حفظه الله ورعاه، في أول خطاب وجهه في مجلس عُمان عقب تنصيبه سلطانا على عُمان.عبارة كبيرة في معناها وسموها، حينما أكد في بداية خطابه السامي ” أن إرادة الله سبحانه شاءت أن نفقد أعز الرجال وأنقاهم”، نعم فقدت عُمان والعالم أجمع سلطانا حكيما بُعث رسولا الى هذا العالم، ليؤدي رسالته في بناء وطنه وأمته، فكان جلالة السلطان قابوس بن سعيد، طيب الله ثراه، أبا لكل العمانيين، محبا للسلام والأمن والاستقرار والبناء التنموي.لعب، طيب الله ثراه، دورا كبيرا وعظيما في تأسيس نهضة عُمان الحديثة، بفكره الثاقب، وعزيمته الوثابة، واصراره الكبير، على تجاوز كل الظروف والتحديات، حتى تمكن خلال خمسة عقود من إيصال عُمان إلى دولة متقدمة تقارع العالم في البناء والتنمية، واعطى، طيب الله ثراه، درسا للعالم نحو التعايش السلمي بعيدا عن الأحقاد والشقاق، فكانت كل مساعيه لان يعيش العالم في سلام بعيدا عن الحروب والقتال، بل كان، رحمه الله، رجل تنمية ومصلح وطني، وصاحب رسالة إنسانية، رحيما على البشرية جمعاء. نعم بالأمس فقدنا سلطانا حكيما، رحل عنا لكنه زرع فينا المحبة لعمان والعمل على جعلها واحة أمان واستقرار، بعيدا عن الشقاق، حتى أصبح العمانيون كتلة واحدة كالبنيان المرصوص، مذهبنا عُمان، وكلنا عمانيون، هدفنا بناء وطن عظيم كما أراد له السلطان قابوس بن سعيد، طيب الله ثراه. وبلا شك أن المسيرة الوطنية مستمرة ولن تقف أبدا، على تراب عُمان، فجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم، حفظه الله ورعاه، سيواصل البناء التنموي من أجل بناء عُمان كما رسمها السلطان قابوس منذ بداية عهد النهضة، وهذا بلا شك سيكون دوره على المواطن العُماني الذي سيكون شريكا أساسيا كما كان في السابق في بناء وطنه من أجل أن تتحقق الأهداف المرسومة، حسب الخطط التنموية، خاصة مع دخول عُمان منهج عمل وطني جديد عبر رؤية 2040، التي تؤسس لنهضة كبرى على تراب هذا الوطن المعطاء. يرحل الزعماء العظام، لكن تبقى أفعالهم حاضرة ومسجلة بأحرف من ذهب، لما سطروه من انجازات للبشرية والأجيال العمانية والعالمية حتى يعيشوا في استقرار وأمان وعيش كريم، وهكذا السلطان قابوس، سيبقى في ذاكرة كل عماني وإنسان في العالم عرف عنه حبه للسلام.
yahmedom@hotmail.com