بقلم: نجلاء الرحبية | هو ليس مجرد وادي، فوادي شافان والذي يعتبر من المواقع المُبهرة في ولاية الخابورة بمحافظة شمال الباطنه، بقعة ثرية تضم الكثير من الخبايا الأثرية والمميزة والتي لابد من أن يتمتع برؤية سحر جمالها كل سائح وزائر. سمي وادي شافان بهذا الإسم نظراً لكثرة انتشار عشبة الجعدة في جبال هذه البلدة، وهي عشبة تعتبر من فصيلة الشفويات حيث أن لها فوائد علاجية كثيرة وإستعمالات متعددة.وادي شافان مقصدٌ قد يتباهى به كل من تطأ قدمه على تربة هذا المكان والذي يحتضن العديد من القرى النابضة بالحياة البسيطة، فبين أحضان جباله الشاهقة تجد بصمات لأيادي قد سَردت قصة حياة في بيوتاً بُنيت من أحجار وطين وسعف النخيل، بيوتاً صُممت بهندسة فنية دقيقة فصمدت لمدىً طويل جداً، وحصوناً شُيدت لردع العدو سابقاً، ورسوماً ورموزاً نحتت بدقة على الصخور، هي لوحة تراثية ذات طابع محفوف بالبساطة والروح العفوية، سكانها ذات كفاح متفرد بذاته في سعيهم لنيل حصتهم من خيرات الطبيعة والتي تحيط بهم من كل الجهات فمنهم من تجده يعمل على حرفة السعفيات ومنهم من يهوى التعامل مع مهنة الزراعة، كزراعة أشجار النخيل والليمون والأمبا والعنب والتين ومحاصيل القمح، ومن أهم المهن لديهم والتي تمارس بعناية هي مهنة جمع عسل النحل، ويقال أن البعض قد اتخذ هذه المهنة كهواية له يهتويها لقضاء الوقت. يتميز وادي شافان بجريانه الدائم وكرمه السخي في جعل مياهه الصافية تصل للعديد من القرى والأودية، وضمه للكثير من الآثار التاريخية ومنها القبور والتي يعود تاريخها إلى ما قبل الإسلام، والكهوف التي تنتشر في الجبال والتي تحتفظ بحرفيات تعود إلى سكانها القدامى. وتتعدد في هذه القرية أيضًا الأفلاج والتي بنيت قديماً ليتم توزيعها بنظام معين قد سنَ قانونه الأجداد وما زال هذا القانون متبعاً حتى يومهم هذا.يزخر وادي شافان بمناظر سياحية تزخر بطبيعة ذات أجواء نقية ساكنة، وطابع يفتن العين ويشدها للبقاء والإستمتاع والتأمل.لا تنتقص هذه الأرض المميزة إلا لبعض الخدمات التي قد تخدم الزائر وتسهل عليه التجوال بالمكان كيفما أراد.
info@wejhatt.com