زوايا |المؤشرات السياحية ودورها في انتاج واقع سياحي متجدد

د. رجب بن علي العويسي | تضع المؤشرات والاحصائيات السياحية، مؤسسات الدولة المعنية بالسياحة مباشرة، وتلك التي تشرف على أنشطة ذات علاقة بالسياحة؛ أمام صورة مكبرة لطبيعة العمل السياحي القادم، والخطوات الإجرائية الاستباقية والتطويرية التي يجب عملها، لتشكل بدورها رابطة وطنية تُستثمر فيها الجهود والمبادرات السياحية بطريقة عملية للوصول إلى قرار جمعي حول أولويات السياحة الوطنية والأبعاد الاستراتيجية لعملها.

ويشير التقرير الشهري للمؤشرات السياحية لشهر سبتمبر من عام 2019؛ إلى جملة من المؤشرات الإيجابية التي ينبغي الوقوف عندها عند التعاطي مع أي قراءة للواقع السياحي الوطني، فقد بلغ اجمالي عدد الزوار القادمين للسلطنة حتى سبتمبر 2.5 مليون زائر لجنسيات مختلفة يشكل الخليجيون فيها النسبة الأكبر، وأن عدد اجمالي الزوار القادمين الى السلطنة خلال سبتمبر بلغ 229 ألف زائر بزيادة بلغت 3.4%  عن الفترة نفسها من عام 2018، وأن عدد نزلاء الفنادق (3-5) نجوم للفترة نفسها بلغ (1.3) مليون نزيل، وبلغ اجمالي إيراداتها 155 مليون ريال عماني، وغيرها .

إن القدرة على تحديد هذه المعطيات وعلاقتها بالمنتج السياحي وفهم تأثيرها على مستوى المنظومة السياحية والقرار الوطني؛ سوف ينعكس إيجابا على الأداء السياحي، والقناعات التي تؤسسها هذه المؤشرات في الفقه السياحي للمواطن نفسه، والدور المطلوب منه، ومشتركات العمل مع مؤسسات الدولة في سبيل الوصول إلى منتج سياحي يحقق معادلة التوازن المطلوبة، فهي من جهة تتناغم مع رؤية الدولة والقيمة الاقتصادية التي تضعها على هذا القطاع، وتمنح المواطن مساحة أمان للاستثمار في هذا القطاع والإجراءات والاليات التي يتعامل بها لتأسيس نشاط سياحي منتج أو تقديم خدمة سياحية نوعية تتوافق مع المعايير الدولية والفرص الوطنية المطروحة، وبالتالي قدرتها على تحديد بوصلة العمل القادم وتشخيصها المستمر لبيئة العمل العماني والممكنات السياحية القادمة التي ينتظرها المواطن.

على أن توظيف المؤشرات السياحية يجب ان يكون حاضرا في عمليات الترويج السياحي للسلطنة في الأسواق السياحية العالمية، بالشكل الذي يضمن لها نتاجا على أرض الواقع؛ سوف يصنع من المؤشرات السياحية قيمة مضافة وديناميكية متجددة للبيانات والمعلومات وتوظيفها بشكل نوعي، فيعيد انتاجها بطريقة تخدم السياحة وترسم خارطة الطريق لأي نشاط سياحي قادم.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*