د. رجب بن علي العويسي | تشير احصائيات المركز الوطني للإحصاء والمعلومات، إلى أن عدد متاحف السلطنة الحكومية والخاصة في عام 2018، قد وصل إلى 12 متحفاً، يتردد إليها الكثير من السياح والزوار من داخل السلطنة وخارجها، حيث ارتفع إجمالي عدد زوار متاحف السلطنة خلال عام 2017 بنسبة 23 % ووصل عددهم إلى 363 ألف زائر مقارنة بالعام 2016، كما تزايد هذا العدد ليصل خلال عام 2018م إلى 367 ألف زائر مرتفعا بنحو 1 % مقارنة بالعام 2017.
ولمّا كانت المتاحف ذاكرة حضارية للشعوب وتوثيق منهجي أصيل للمفردات والمفاهيم والقيم والمبادئ الثقافية والتراثية والتاريخية والجوانب التي تميز بها المجتمع العماني؛ فإن ما احتوته من مقتنيات تاريخية وتراثية وثقافية وأنشطة اقتصادية واجتماعية وبيئية وفنون وزخارف ومنقوشات وصناعات وحرف وغيرها، عكس تنوع البيئات المتحفية وقدرتها على صناعة فارقا في السياحة العمانية بشكل يتناغم مع السياحة التراثية والثقافية التي اتجهت إليها السلطنة، والتي عززتها الرسالة المتحفية الساعية إلى ربط العالم بتراث عمان وثقافتها الداعمة للسلام والأمن والاستقرار والتعايش والتناغم والتسامح، – وهي مرتكزات ذات أولوية لنهضة السياحة وقدرتها على زيادة معدلات النمو ورفع مؤشرات الأداء، والتي انطلقت مع أصالة المفردة الثقافية والتراثية العمانية وارتبطت بها وعايشتها، بما حملته معها في هندستها من ابتكار وتطوير وتجديد وتميز وجودة، أو بما تطلبه تحقيقها بهذه الشكلية من الاتقان والاحترافية، من صبر وتحمل ومهنية وثقافة ومعرفة وسلوك وأخلاقيات وتضحيات.
وتبقى قدرة المتاحف الوطنية على صناعة الفارق السياحي، مرهون بمبادراتها السياحية واستفادتها من المعطيات التقنية والتشريعية والمنصات التفاعلية الإعلامية والرقمية، وجملة العروض الترويجية والتسويقية لها في المناسبات الوطنية او الملتقيات والفعاليات الثقافية والمسرحيات والأنشطة الثقافية واستقطاب النماذج العالمية، وإيجاد المسابقات المتحفية وخلق تنافسيه في إبراز الدور السياحي للمتاحف، مؤكدين على أن المبادرات النوعية التي قدمتها بعض هذه المتاحف على مسار التسويق المتحفي خيار استراتيجي يجب أن يسلكه الجميع وفق مسارات مبتكرة في الإدارة والتسويق والشراكات والاستقطاب، واستغلال الفرص ومرونة التحرك الى الواقع وانتقالها الى المجتمع، بما يعزز من الفقه السياحي لها في ثقافة المجتمع ويرسمها في ذائقته الجمالية وخيالاته السياحية.