ذاكرة |بين الماضي والحاضر حكاية


بقلم: نجلاء الرحبية | أن تستيقظ في قرية بها حياةٌ تستقل عن غيرها بطبيعة أستوطنتها بساطة العيش ونقاء الخُلق، قريةٌ تعايش قاطنيها مع عوامل الطبيعة بسلاسة فتعاملوا مع خيراتها المتنوعة بحب وتواضع وتأقلموا مع لطافة الصيف وبرد الشتاء بذكاء.تحدى أهالي قرية الجبل الأبيض (والتي تقع في المنطقة الشرقية بولاية دماء والطائيين) جميع الصعاب لنيل البقاء والإستمرارية لمئات بل لآلاف السنين، وقد شهدت على كفاحهم آثاراً لا تزال تقف على أرضهم الخيِرة حتى يومنا هذا.حيث كان أهالي هذه القرية يعيشون في بيوت أو كما هم يسموها (أكواخ) قد بنيت بدقة بإستخدام نوع معين من الصخور والإستعانة بالأحجار الصغيره أو الطين لتغطية الفراغات لتكون مأوى لهم في فصل الصيف، أما في الشتاء فكانوا يعيشون في كهوف لتقيهم من البرد القارص، وخلال تنقلهم ترافقهم مواشيهم والتي تعتبر مصدر رزق لأهالي القرية وتعتبر من أجود الأغنام وذلك لتشبعها بالمراعي الوفيرة بالخيرات، حيث تشتهر قرية الجبل بتربتها الخصبة لذلك تجد الأهالي يعتمدون أيضا في رزقهم على مصدر الزراعة ومن أهم مزروعاتهم أشجار النخيل والرمان والمانجا والليمون، كما يقومون بزراعة الأعلاف الحيوانية.إضافة إلى ذلك تنمو في جبالهم الكثير من الشجيرات اللي يعتمد عليها أهالي القرية في إستخدامات متعددة منها كعلاج ومنها كإضافات لطبخهم ومنها وأهمها الزعتر والذي ينمو بكثرة في فصل الصيف.كذلك تنتشر في جبال قرية الجبل الأبيض عدد من المقابر والتي تأخذ شكل الأبراج ويقال أن تاريخها يعود إلى 2500 قبل الميلاد وتعكس حضارة وثروة أثرية عريقة.هي فعلاً ملاذاً سياحياً لعيش جو المغامرة وإلتقاط الصور التذكارية للمناظر المميزة والمواقع التي تحمل تاريخاً أصيلاً وقصصاً تحكي عن مدى عراقة هذا المكان، والإستمتاع بلحظات تبهج النفس مع الأجواء اللطيفة الشديدة النقاء.ورغم وعورة وشدة إنحدارت الطرق وصعوبة التنقل، إلا إن أهالي الجبل يعشقون التحديات ويلبسون ثياب الكفاح والمثابرة بكل أريحية وبلا تذمر. ولكن كما قال أحد الأهالي (ننتظر المزيد). فسكان حارات قرية الجبل الأبيض يرون أنهم بحاجة شديدة إلى تمهيد آخر للطرق التي قد تسهل عليهم ممارسة الحياة بشكل أفضل فيتسنى لهم التنقل بلا مشقة، كما أنها ستسهل على السائح الوصول إليها بيسر.
info@wejhatt.com

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*