ذاكرة | إلى بلد الرُمان  

بقلم: نجلاء الرحبية | كانت رحلتي إلى الجبل الأخضر من أكثر الرحلات التي سبقها التردد في إتخاذ قرار زيارته، لأنني من الأشخاص الذين يخشون المرتفعات، لم أعتقد بأنني سأرى المنطقة التي يبلغ إرتفاعها الـ 10 آلاف قدم أي بما يعادل الـ3 آلاف متر، المنطقة التي تغمرها جميع المقومات النادرة أو بالأحرى التي تفتقد لها باقي مناطق السلطنة والدول العربية.

بما أن الطريق ليست بتلك السهولة على من يقوم بزيارتها لأول مره، قررت الإستعانة بمعارفي في الجبل لإكمال الرحلة.

سبحان من أبدع في تفاصيل كل بقعةٍ في الجبل الأخضر، المناظر الخضراء والجو البديع يخلقان إسترخاءً وهدوءً يجعلان الزائر يلامس تلك التفاصيل الجميلة بكل أريحية.

ولأن الجبل يتمتع بأجواءمميزة جدا فهو يتميز بزراعة الرمان والخوخ والمشمش والجوز والورود والتي بعضها لا يمكنها أن تنمو في باقي المناطق والمحافظات العمانية، فقد حباها الله بكل ما يبهر العين وما يسر النفس.

أجمل ما يمكن عمله في الجبل الأخضر التخييم وبالأخص لمن يهوى المغامرات والتسلق والمشي في الأرجاء لرؤية القرى المميزة في الجبل الأخضر والمناظر الخضراء الرائعة. كما أن بإمكان السائح الذي يهوى الإستجمام والرفاهية والطعام الفاخر الإقامة في أحد المنتجعات والتي تقدم الخدمات المميزة بشتى أنواعها والتمتع بمناظر جميلة ومميزة ومنها منتجع أنانتارا وأليلا.

تتوفر في الجبل جميع الخدمات التي يحتاج لها الزائر أو السائح، وما يشد الإنتباه أن سكان المنطقة يتعاونون بكل صدر رحب مع الزائر ويرحبون به بمحبة ويحاولون أن يقدمون المساعدات دائما للسائح والزائر.

ربما هناك الكثير مما حبا الله به هذه الأرض الجميلة، ولكن أعتقد بأنها بحاجة إلى بعض من المشاريع التي قد تحتاج أن تقام في الجبل الأخضر، فمثلا عمل المتاحف التي توضح المعالم التاريخية والمواقع والممتلكات الأثرية في الجبل، وعمل الحدائق التي تختص بالنباتات والأشجار التي تنمو في هذه المنطقة  فقد تسهم هذه المشاريع بشكل كبير جدا في رفع مستوى عامل الجذب السياحي ورفع مستوى الإقتصاد في البلد.

كما انه علينا ان نحتفل بمواسم قطف الورد ليكون مهرجانا يحرص كل السياح على التواجد في تلك الفترة، او حتى قطف الرمان، التي يفترض ان تكون عيدا واحتفالا خاصة بهكذا مواسم، كما يحتفل الآخرون بمواسم قطف العنب او عيد الماء وغيرها من المناسبات التي تشكل جوانب ثقافية وتعزز الجوانب السياحية وتثري تلك المزارات.