مسارات | صلالة مصيف 2019  

 

بقلم: خصيب بن عبدالله القريني | اختيار منظمة السياحة العربية، مدينة صلالة، عاصمة المصايف العربية للعام 2019، دليل قاطع على أهمية المدينة على الصعيد السياحي العربي، ذلك أن تزايد أعداد السياح ومارافقه من دعاية إعلامية واسعة وجذب مستمر، وإن كان على استحياء للكثير من السياح، خاصة من الوطن العربي خلال السنوات الماضية، أعطى مساحة كبيرة ليتم تصنيف المدينة سياحيا ضمن خارطة السياحة العربية.

مايميز صلالة وجميع مدن محافظة ظفار ليس محصورا في جمالية الطقس أو المكان بقدر ماتمتلكه من مخزون حضاري وتراثي وإسلامي  يجعلها الوجهة الأولى للسياحة العائلية على الأقل في فصل الصيف، حيث تراعي خصوصية الأسرة كونها منطقة تحافظ على عاداتها وتقاليدها العربية والإسلامية، فلا يوجد مايخدش الحياء أو يعكر صفو الرحلة والاستمتاع بجمالياتها.

وفي اعتقادي الشخصي أن اختيار المدينة لتكون حاضرة السياحة العربية لهذا الموسم، يجب ألا يمر مرور الكرام، ضمن أجندة القائمين على السياحة العمانية بل يجب استغلال هذا الموسم بطرق مبتكرة وجديدة لاثبات أهمية الموقع السياحي ومدى أحقيته بالاختيار، ولايمنع من الاطلاع على تجارب العديد من المدن السياحية والاستفادة منها، فمثل هذه التصنيفات العربية والعالمية هي في الواقع دعم وتعزيز يجب أن يستفاد منه بإيجابية للترويج السياحي خارج نطاق الدولة. فيجب أن تكون البرامج السياحية هذا العام متواكبة مع أهمية هذا التصنيف وهذا الاختيار وأن لا تكون مجرد إعادة وتكرار لما يتم ممارسته سنويا، حتى وصلنا لمرحلة الملل من كثرة التكرار، ولا أعتقد أن هنالك فرصة تاريخية أنسب من هذه الفرصة من أجل التغيير والتطوير، والمقصود بالتطوير هنا جميع المرافق المادية والبرامج السياحية أو على الأقل وضع خطة واضحة ومنطقية وواقعية للتنفيذ على مدى سنوات محددة .

إن استغلال هذا الحدث لا يتوقف على الوضع المكاني أو الزماني الذي يتمحور حول مدينة صلالة في فصل الخريف، بل يجب أن يتعداه للتعريف بالمناطق السياحية العمانية الأخرى حتى لا ينطبع في أذهان السياح بأن عُمان لا تمتلك فقط إلا سياحة الخريف، بل يجب استغلال هذا الاحتفال لتوضيح وتعزيز الدور السياحي الذي تلعبه المدن والمواقع العمانية الأخرى على إمتداد السواحل والصحارى والجبال، وهذه فرصة سانحة ليتعرف السياح على ماتزخر به السلطنة من طبيعة خلابة وتراث حضاري لا يمكن حصره في منطقة معين أو زمان محددة.

إن قيام منظمة السياحة العربية باختيار وتحديد مصايف سنوية عربية للتركيز السياحي عليها هو في الواقع خطوة إيجابية تحسب لهذه المنظمة، ذلك لأنها تبرز أهمية ودور المواقع العربية على خارطة السياحة العالمية، ذلك أن هذا الاختيار ليس محصورا ضمن فئة السياحة العربية بل يتعداه للوصول والترويج السياحي العالمي .

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*