بقلم: د. رجب بن علي العويسي | يأتي تتويج مدينة صلالة بلقب عاصمة المصايف العربية لعام 2019، من منظمة السياحة العربية، تأكيدا لموقعها في الخارطة السياحية بالمنطقة والدور الحيوي الذي يتوقع أن تسهم به محافظة ظفار كوجهة للسياحة الطبيعية، وتعميق البعدين الإقليمي والدولي في نقل المحافظة إلى مصاف الوجهات السياحية الدولية التي يتوقع أن تشهد زيادة أكبر في عدد السياح العرب والأجانب لتصل إلى أكثر من 30% والتي تضيف إليها المؤشرات الإيجابية للسلطنة في السنوات الأخيرة نجاحات أكبر على أرض الواقع.
وبالتالي كيف نصنع المنافسة في التعاطي مع هذا الاستحقاق والممكنات الداعمة له، في تقديم إنجاز نوعي يظهر في تنفيذ العديد من الفعاليات والبرامج النوعية المتكاملة ذات البعد السياحي والثقافي والاجتماعي والدولي، والتي تستقطب العديد من المنظمات والمؤسسات والمراكز الدولية المعنية بالسياحة، وترقية مفهوم المصايف كوجهة سياحية قادرة على تشكيل صورة العمل السياحي الواعي، بالشكل الذي يؤسس لعمليات التسويق والتنظيم والتنويع في البديل السياحي، وأطر المنافسة التي يستدعيها هذا الحدث العربي والتظاهرة السياحية العربية الدولية في تشكيل خريطة السياحة الوطنية، ويعبر عن طبيعة الجهد الوطني المقدم في هذا الشأن في ظل بناء أطر واضحة واستراتيجيات أداء تشاركية قائمة على استثمار كل الفرص ومشاركة الجميع في رسم ملامح التطور التي تؤسسها السياحة الوطنية وتضمن تعدد الموجهات الداعمة لصياغة لحن التجويد في العمليات السياحية على مستوى التنظيم والتخطيط والحوكمة وإدارة ملف خريف صلالة السياحي للعام 2019.
هذا الاستحقاق يؤكد في الوقت نفسه على الحاجة إلى مزيد من المراجعة والتقييم وتعزيز مسارات التكامل والتناغم والتعاون ورفع درجة التنسيق بين القطاعات في هذا الشأن وزيادة مساهمة القطاع الخاص والقطاع الأهلي مع المؤسسات الحكومية ذات العلاقة وبلدية ظفار في خلق فرص سياحية بالمحافظة أكثر تنويعا واستدامة تعبر عن هذا التوجه، وفق استراتيجيات أوسع للمتابعة والتنفيذ للمشروعات القائمة والمتوقع تشغيلها هذا العام بما يرفع من سقف التوقعات للعوائد الاستثمارية والاقتصادية والسياحية الناتجة عنها.
اننا نطمح أن تقدم جهود القطاعات والمؤسسات المعنية بمتابعة هذا الملف انجازا يفوق التوقعات بحيث يترك بصمة في الواقع كشاهد اثبات على موقع السياحة الوطنية في برامج التنمية والتنويع الاقتصادي، وان تثمر آليات العمل الحالية عن خروج على المألوف من الممارسات وتبني استراتيجيات التفكير خارج الصندوق، سواء في تنوع الفعاليات المصاحبة لمهرجان صلالة السياحي أو البرامج الترويحية والثقافية والتراثية، أو في تسهيل الإجراءات السياحية عبر مطار صلالة وميناء السلطان قابوس وتنشيط المنطقة الحرة بصلالة، او عبر تقديم خدمات داعمة للسياح خاصة تلك المتعلقة بالسلامة المرورية والحفاظ على سلامة أرواحهم، وزيادة مستوى الجاهزية الأمنية فيها، او من خلال توفير الخدمات الاستهلاكية واستقرار الأسعار وجاهزية الفنادق وتوفر الشقق السكنية والفندقية، والتعامل الواعي مع السلوكيات الأخرى التي قد لا تعكس مؤشرات النجاح المأمولة، فهل ستسهم الدروس المستفادة من هذا اللقب عن إعادة هندسة التعامل مع خريف صلالة لهذا العام باعتباره يتعامل مع استحقاق إقليمي وعربي ودولي وحاجة ذلك إلى جهود أكبر وانجازات أوسع على أرض الواقع؟.
rajab.2020@hotmail.com