محطة | فرحة العودة  

 

بقلم :يوسف البلوشي | لا يختلف أثنان، على ان للعودة فرح اخر، فكل انسان يغادر وطنه، تجد من حوله، يفرحون بعودته، سواء لرحلة سياحية او علاجية. فيكف إذا كانت فرحة العودة، تكون بعودة الاب القائد بعد رحلة علاج.

فقد تباشرت أرض بلادنا الطيبة، بعودة سلطانها المفدى، بعد رحلة علاج في ألمانيا دامت ثمانية أشهر متواصلة، لم يعرف خلالها الشعب الوفي، الفرح كما عاشها يوم الوصول.

فقد اشرقت شمس جديدة على ارض عمان الغالية، مع رؤية سلطاننا قابوس بن سعيد يضع قدمه على أرض الوطن معافى، مما ألم به من مرض، جعله لأول مرة يطيل الغياب عن أرض عمان، فمنذ عرفناه وهو لا يفارق ترابها الا أياما معدودة.

فمع طول الغياب، كان الفرح كبيرا وطويلا، امتد أرض عمان كلها، لحد ان الفرح عم الارض والسماء، وتبسم النخيل وهطل المطر فرحا بالعودة الميمونة، وتبارى العمانيون صغارا قبل الكبار بكلمات الشعر التي خرجت من الخناجر عفوية من دون سابق إعداد او ترتيب.

هكذا هم الأوفياء يبادلون قائدهم الوفي فرح الشفاء والعودة الحميدة. فعمت الأفراح الديار ودقت طبول الفرح وصاح “برغوم” ذلك الطفل الذي قدم من صحم ليزيد الفرح فرحا وهو يصدح في شارع الوزارات بصوته العذب ويستوقف المارة لالتقاط صورة له، بينما غردت فرق العيالة والرزحة والفرق البحرية، كافة ولايات عمان التي عبرت عن الفرح، وكأنها ترى سلطانها لأول مرة.

فذلك الطفل أنشد عبر اذاعة الشباب “نشيد يا حي ياقيوم” الذي أراد ان يسمعه لجلالته لانه لم يسمعه في العيد الوطني الماضي، كعادته في الثامن عشر من نوفمبر، فعبر عنه بصوته الجميل. أما ذلك العجوز أطل عبر شاشة التلفزيون معبرا عن فرحته، بالعودة المباركة، وليؤكد ان العودة احيت عمان عن بكرة أبيها، لان الأب عاد بعد غيبة طويلة.

ما شهدته صحار وخصب وصلالة ونزوى والبريمي ومسقط وغيرها من المدن العمانية وحواضرها، ما هو إلا قليل من الحب والولاء الصادق للأب السلطان المفدى، الذي نهض بعمان وشعبها من الظلام إلى النور، ومن التخلف الى الفكر النير، من بيئة قاحلة غبراء الى أرض وارفة الظلال والوئام والاستقرار.

إن حالة الفرح العارم، الذي شهدته أرض عمان بعد العودة من رحلة العلاج، أشبه بالبيعة الجديدة، من الشعب الى قائدهم المفدى، وكأن التاريخ يعيد نفسه، بعد أن تلقفته افراح العمانيين لحظة وصوله إلى مسقط قادما من صلالة بعد توليه الحكم في عام 1970.

إن تضحية القائد لا تنسى من الشعب، وما شهدته عمان على يد جلالته، كان ولا يزال، حالة تقدر بالانفس، لان اوفياء عمان، هم جزء من الوفي قابوس، الذي ضحى من أجل عمان بالكثير ليوصلها الى ما وصلت إليه من نهضة حديثة.

ان مسيرة عمان، تسير بحكمة قائد له رؤية ثاقبة جعلت من عمان وشعبها بارقة أمل للشعوب الأخرى، لتتماسك مع قياداتها الوفية، حتى تبني وتعمر الوطن لا ان تدمر وتقتل الشعوب.

إن فرحة العودة، ستخلد في ذاكر الصغير قبل الكبير، لان طفل اليوم هو مستقبل غد عمان، فعلى يديه ستشهد هذه الأرض مرحلة جديدة اخرى تكون اكثر تماسكا وايمانا، لأنه اذا ما وجدت القيادة الحكيمة وجد الشعب الوفي.

yahmedom@hotmail.com

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*