الوصول المبارك، بحفظ الله تعالى، لسلطان البلاد، جلالة السلطان قابوس المعظم، إلى أرض السلطنة، شكل فرحة غامرة لعمان وشعبها من أقصاها إلى أقصاها، الكل فرح بالعودة الميمونة لسلطان الوطن الغالي بعد رحلة العلاج التي تكللت بالنجاح التام.
إن الثمانية أشهر كانت “عجاف” لكل عماني ومقيم على أرض السلطنة، وحتى الخليج، الكل كان يسأل عن صحة جلالته، الطفل والشاب وكبار السن، الكل كان يدعو بأن يحفظ الله جلالته، ويمتعه بالصحة والعافية، وأن يعود معافى مما ألم به.
كانت رحلة العلاج طويلة، فقد كانت توازي الخمسة والأربعين عاما التي تولى فيها جلالته سدة الحكم منذ بداية عام 1970، وما اطلالة جلالته في شهر نوفمبر إلا اطمئنان أولي وكيف كان الحال لصحة عاهل البلاد وهو في مرحلة العلاج، حتى انهمرت الدموع من المآقي، فرحا بمشاهدة جلالته، ومن ثم حزنا على ما ألم بجلالته من ألم.
فيما كانت رحلة العودة، يتلهف لها الجميع، خاصة أن الشعب لم يُعلم رسميا بموعد العودة، حتى في يوم الوصول لم يكن هناك تصريح، لكن كان الكل يدرك ان جلالته سيصل إلى أرضه وطنه في ذلك اليوم الذي وصل فيه، ألا وهو يوم 23 مارس، اليوم التاريخي الذي سجل في رزونامة التاريخ العماني، ليعم الفرح القلوب، وجلس الجميع شيبا وشبانا يتابعون لحظة الوصول المبارك لجلالته أمام أجهزة التلفاز والمذياع ترقبا للإعلان الرسمي، الذي أراد جلالته لوصوله الهدوء.
إن الفرح المتواصل منذ وصول جلالته والاحتفالات التي شملت كل اجزاء عمان الغالية، من الشعب الوفي، ما هو إلا دلالة على الحب الكبير الذي يكنه الشعب لشخص جلالته المفدى كأب حنون وقائد عظيم، في مرحلة تشهد عدد من الدول العربية حالة غضب من الشعوب على قياداتها، إلا ان حالة الحب بين القائد والشعب هنا على أرض السلطنة، شكلت حالة استثنائية، لم يعرفها حاكم من قبل كما عرفتها عمان اليوم.
إن ما قدمه جلالة السلطان المعظم، منذ اول يوم وحتى اليوم، لارض عمان وشعبها، ما كان ان يلاقي إلا المحبة والولاء والعرفان، فالإنسان العماني لا ينكر ما فعله جلالته وكيف حوّل عُمان في ظل تواضع المدخلات وتوسع جغرافيتها من مسندم الى ظفار. هكذا نقلة نوعية في عمان، كانت مثالا لشعوب اخرى لدى بلادها من الامكانيات ما هو أكثر من السلطنة، تتمنى ان تجد ما يجده العماني من أمن وأمان، ونهضة حديثة، وقيادة لديها العزيمة والحب لأرضها وشعبها.
هنيئا لك يا قابوس المفدى هذا الحب الكبير من شعبك العماني الذي تصفه بالوفي، فأنت القائد الوفي، أسرت قلوب الشعب بحبك الذي كان يتمنى ان تكون أكف يديه سجادة حمراء لك وانت تسير عند هبوطك من الطائر الميمون “نزوى” الذي أثلج الصدور بالفرح والسرور عند مقدمك الميمون، حفظك الله، يا صاحب الجلالة، لتحقق لعمان وشعبها ما ترمي له من تقدم وعزة وأمن ورخاء.