د.خالد بن عبدالوهاب البلوشي | هكذا يطلق عليها أبناء البلدة انه نبع مياه عين الحمام يستفيد منه القاصي والداني . لقد زرت هذه العين عدة مرات مع عائلتي أحيانا وأصدقائي خاصة القادمون إلى عمان كسياحة .
عندما تذهب هناك تجد تفاعلا جميلا ما بين البيئة التي وهبها الله لنا والإنسان وترى مدى تأثر الإنسان بها ونحن نعلم ان النشاط السياحي يعتمد على مقومات جغرافية طبيعية وهذه العين الطبيعية ذات المياه الكبريتية بحاجة الى ان يتم إعدادها لتكون معلما سياحيا ثريا وبحاجة إلى ان يتم تقييمها كأثر بيئي ويكون جزء مع عملية تخطيط بيئي لمشروع. وقد استطاعت العديد من دول العالم واذكر هنا على سبيل المثال جمهورية التشيك التي حولت نبع مياه لديها في منطقه كارلوڤي ڤاري إلى معلم سياحي عالمي فقط بسبب وجود نبع مائي لايقل شأنا عن عين الحمام .
نحن مطالبون بعمل تقييم فوري للعين من خلال وصف للمشروع -وصف الأثر البيئي -تحديد المتطلبات القانونية والتنظيمية-ترتيب أولويات لاتخاذ قرار بيئي سياحي للعين ….إلى آخره .
من المتوقع ان يساهم هذا المشروع في إحداث نقلة نوعيه للبلدة وسكانها من خلال إتاحة فرص عمل لابناء البلدة وتشجيع المشاريع المساندة له من خلال الترويج لبعض الصناعات الحرفيه المنزلية التي تقام بجانب المشروع .
وهنا يتجلى دور السياحة في التنمية الاجتماعية من خلال تحويل البلدة الى قرية سياحية التي ستعمل على التطور المجتمعي وتوسيع قاعدة العمالة وخلق فرص عمل جديدة وتنمية البلدة خاصة لكونها بعيدة عن المراكز العمرانية .
وسوف تنشأ صناعات تقوم على نفس نهج المشروع الذي سيقام بها . وليس هناك حرج في نقل تجارب بعض الدول الى تلك البلدة. تجدر الإشارة إلى ان هذا النوع من السياحة البيئة ليس موسمي وحسب بل يعمل على مدار العام وسيساهم اي مشروع يقام هناك على الحفاظ على هذا النبع وتطويره لخدمه أبناء البلدة اولا والسياح الوافدين ثانيا.
وسوف تستفيد البلدة من خلال العائد أو المردود الاقتصادي عليها من دون الإضرار بالنظام البيئي شريطة تطبيق أنظمة الجودة الشاملة لتحقيق ميزة تنافسية عند التسويق لها .