طيران الخليج تنظم رحلة سياحية للإعلاميين وممثلي الشركات السياحية العمانية
أثينا “اليونان”- يوسف بن احمد البلوشي |مهما طال أمد النظر إليك وانت في أرض اليونان التي تقع في جنوب شرق أوروبا، حيث التاريخ يعود بك الى آلاف السنين لما تملكه من إرث حضار عريق، حيث يعتبر المؤخرين الغربيين اليوم ان بلاد اليونان هي مهد الحضارية الغربية، لذلك فإن ناظريك لن تناظر إلا تلك المروج الخضراء والمياه بلونها الأزرق لبحر إيجة، والبحر الأيوني، والبحر الأحمر المتوسط.
اليونان.. تمتاز عن غيرها من الدول بكثير من المقومات السياحية التي تجعلك تعيش ألف ليلة وليلة، وكأنك في الحلم الجميل الذي لا تريد ان تفارقة او ان تصحو منه، حيث تملك ما يصل الى 9841 جزيرة.
لاول مرة نزور كفريق عمل صحفي وممثلي شركات سياحية عمانية أرض اليونان، بعد ان تلقينا دعوة من شركة طيران الخليج لزيارة مدتها خمسة أيام، كانت حافلة للغاية ان نرى جزءا من تلك الارض الرائعة، حيث تسير طيران الخليج اربع رحلات إلى مطار أثينا، أيام الاثنين والاربعاء والخميس والجمعة.
أثينا هي العاصمة الجميلة، واليونان أرض الشعب الطيب، الذي يرحب بك كسائح، ليس لان الازمة الاقتصادية ألمت به، لكن، روحه الطيبة، تتلمسها منذ اول وهلة وانت تقدم جوازك الى موظف الجوازات حيث لا تحتاج أكثر من دقيقتين لكي يختم على جوازك، ويقول لك مرحبا بك في اليونان.
مطار اثينا اول قبلة تطأ بها قدمك أرض اليونان بكل تأكيد، ولكن قبل ذلك وانت تقترب من الوصول تشاهد تلك الجبال الخضراء والسهول التي تغطيها النباتات الجميلة لتشكل مروجا خضرا تريح البصر وتفرح القلب وتزيدك بهجة.
بعد استلام الحقائب، بكل سهولة تمر مرور الكرام، تجد امامك عدد من الشركات السياحية التي توفر لك الفنادق والباصات اذا لم تكن حاجزا الفندق ووسيلة النقل، الذي نؤكد على اهمية انهاء ذلك قبل السفر، لان نسب اشغال الفنادق تصل الى ذروتها في اليونان وخاصة في اثينا، وعلى وجه الخصوص في فترة الذروة بين أشهر يونيو الى سبتمبر، وهي تشكل عز الموسم السياحي في اليونان.
هناك العديد من الفنادق التي بإمكانك ان تحجر لها سواء عبر الانترنت او وكيل المكتب السياحي في بلدك، الافضل ان ترتب رحلاتك السياحية قبل الوصول حتى تعرف خارطة طريقك، وماذا تريد ان ترى وتزور في اليونان، سواء جزرها الخلابة، او اسواقها ومعالمها التاريخية.
طقس اليونان اروع ما يكون طوال اشهر السنة، لكن في الصيف تكون درجات الحرارة مرتفعة شيئا ما، لكن تكون أفضل للسياحة في الصيف لان الجو مريح ومشمس للسياح من هم يريدون التجوال باريحية بين الازقة القديمة التي رصفت بعناية، وتجد بها الرسومات الفنية التي توحي لك ان اليونانيين محبي الفن الجميل.
في العاصمة أثينا بإمكانك ان تزور عدد من المواقع السياحية، منها آثار أكروبوليس التي تشهد زيارات متواصلة طوال العام، خاصة وان اكثر من عشرين مليون سائح يزورون اليونان سنويا من بقاع العالم للوقوف على آثارها العظيمة، التي تتربع فوق قمة صخرية عالية تطل على أثينا بشموخ وكبرياء. وهو معبد يوناني قديم يقع في العاصمة اليونانية أثينا ادخل في قائمة التراث العالمي لليونسكو عام 1987.
وبعد ان تشاهد آثار اكروبوليس، تسير على الاقدام بين الازقة الجميلة لترى المطاعم اليونانية في تلك الحارات التي تزينت للسياح، ويرحب بك اصحابها لتتذوق الطعام اليوناني من سلطة تشكل الصحن الاول، وهي معروفة بقطعها من الطماطم والخيار والجبن الابيض وزيت الزيتون. وتصطف تلك المطاعم والمحلات على جانبي المرور على طول المنطقة القريبة من السوق الرئيسي ومنطقة الاكروبوليس التاريخية.
الهدوء يسكن المكان، لا تسمع إلا اصوات اصحاب المحلات وهم يرحبون بك للدخول في المحل لتشاهد المعروضات والتبضع منها، من دون ان يجرونك الى الداخل كما هو الحال في بعض الدول الاخرى، فهم شعب لطيف، يتعامل مع السياح برقة.
بين الأزقة في تلك الحارات، اهتمام كبير بالفن التشكيلي، والنمط المعماري المحافظ عليه من قبل اليونانيين، فلا تجد البنايات الشاهقة، او الحديثة، بقدر وجود العمارات ذات الطوابق الستة على أكثر تقدير.
شوارع المدينة لا تكون مزدحمة إلا في وقت خروج الموظفين من العمل مساء، وخاصة الطرق الداخلية، التي تكتظ بالمركبات، التي تصطف على جانبي الشارع، لكن لا يوجد ذلك الازعاج لانها مجرد لحظات حتى تمر مرور الكرام، وتتوفر في أثينا كل وسائل النقل من المترو والترام والباصات وسيارات الاجرة، فلن تجد صعوبة في التنقل الى اي وجهة تريد.
تملك اليونان، وخاصة اثينا العاصمة، اسواقا شعبية جميلة، وحتى الحديث منها محافظ على النمط القديم، كما تنتشر فيها المقاهي الحديثة، التي تتوزع على جانبي الطرق والازقة، لتعطي الامكنة بهجة خاصة لمحبي الجلوس على المقاهي وقضاء وقت ممتع وتذوق القهوة اليونانية، التي بمكانك ان تشم رائحتها قبل ان تتذوق طعمها.
بينما تتوزع المطاعم اليونانية ومطاعم الوجبات السريعة والمقاهي في كل بقية، الامر الذي لا تفقد شيئا فيها.
وتوجد في اثنيا العديد من الحدائق العامة المزودة بألعاب الأطفال، كما ان بها حديقة للحيوانات وحديقة ألعاب ترفيهية كبيرة بها اقسام لالعاب الكبار والصغار.
كما تزخر اثنيا بعديد المحلات ذات الماركات العالمية، سواء في السوق الرئيس للمدينة، او في الـ “اوت ليت”، بينما تجد باعة الفواكة والخضراوات منتشرين في كل الزوايا، ليقدمون لك الفواكة الطازجة او العصائر مثل الفروالة واليوسفي وغيرها من فواكه الموسم.
أما الطريق البحري او الكورنيش، يشكل لوحة فنية جميلة للمشي والتمتع بمنظر البحر، الهادئ، ومشاهدة اليخوت التي تزيد المكان جمالا وبهجة خاصة لمحبي المشي والطقس ماطرا بزخاته الخفيفة. كما انك اذا ما اردت الانتقال الى مكان اخر ما عليك الا ان تأخذ الترام الذي يمر بجانبك لتصل الى وجهتك التي تريد.
ولا شك ان أثينا تزخر بعديد المطاعم التي تجدها مزدحمة طوال اليوم وبشكل أكبر في الاجازة الاسبوعية يومي السبت والاحد، فلا تجد مكانا في اي من المطاعم، إلا ان تحجز طاولتك قبل او ان تنتظر لدقائق. وتقدم المطاعم اليونان ما لذ وطاب للسياح والزوار من اليونانيين او ممن قدموا من الخارج، وهناك الاكلات الحلال لمن يبحثون عن هذه الاكلات من المسلمين. كما يوجد في اليونان وخاصة أثينا مطاعم شبية بما يقدم في المنزل، يكون الطبخ بها وكأنه طبخ منزلي اسري، ورغم ان مكانها ضيق خاصة في الحارات القديمة، لكن يكون الطبخ تقليديا سواء من حيث التقديم او نوعية الطعام الذي يقدم لك وطريقته.