مسقط – العمانية|
قال جمال بن حسن الموسوي مدير عام المتحف الوطني انه تم اختيار السلطنة ممثلة في المتحف الوطني ليكون ضيف شرف خلال العام الحالي 2019 على المتحف الوطني للفنون الجميلة في جمهورية بيلاروس الذي يحتفي في هذا العام بمرور 80 عاما على تأسيسه.
وأوضح أن المعرض الجاري الإعداد له حاليا لهذه المشاركة يتمحور حول الصناعات الحرفية العمانية “ونعمل الآن بشكل مكثف مع أبرز الصناع الحرفيين في مختلف محافظات السلطنة على إعداد القطع اللازمة لتعرض في هذا الصرح بجمهورية بيلاروس”.
وأكد الموسوي في حديث لإذاعة سلطنة عمان بثته في برنامج “كنوز من المتحف الوطني” الذي تبثه القناة العامة يوميا أن ثلاث سنوات مرت على افتتاح المتحف الوطني ونعمل على توسعة آفاق التعاون الثنائي من خلال إبرام المزيد من مذكراتالتفاهم والعقود التخصصية، حيث ان محور العلاقات الدولية يعتبر احد المحاور الرئيسية التي يستند عليها العمل المتحفي باعتبار ان احد الأهداف التي من اجلها تأسس المتحف الوطني هو الترويج والتعريف بمكنونات التراث الثقافي لعمان خارج السلطنة ولإيصال الصورة الحضارية والمنجز التاريخي لعمان الى الفئات المستهدفة خارج السلطنة”.
وأوضح انه يجري العمل حاليا على مذكرات تفاهم مع متحف الدولة لتاريخ أوزبكستان في جمهورية أوزبكستان الصديقة ويجري العمل كذلك على إعداد مذكرة تفاهم مع المتحف الوطني في جمهورية كازاخستان الصديقة، ومذكرة تفاهم مع متاحف قطر في دولة قطر الشقيقة ومذكرة تفاهم مع المديرية العامة للآثار والمتاحف في الجمهورية العربية السورية الشقيقة ومذكرة تفاهم مع المديرية العامة للآثار والمتاحف بالجمهورية اللبنانية الشقيقة ومذكرة تفاهم مع المؤسسات الوطنية للمتاحف في المملكة المغربية الشقيقة، ومذكرة تفاهم مع المتحف الوطني في جمهورية نيبال الصديقة، وكل تلك المذكرات بعض من مسارات العمل الخارجي التي يجري العمل عليها في الوقت الراهن”.
وأضاف جمال بن حسن الموسوي مدير عام المتحف الوطني أن “جذور العلاقات الدولية خارج المتحف الوطني تعود الى فترة ما قبل افتتاح وتأسيس المتحف كصرح مؤسسي يعود الى زمن كونه مشروعا قيد التنفيذ وتحديدا العام 2010 عندما بدأنا نتخذ أولى الخطوات في اتجاه توثيق التعاون مع كل المؤسسات المتحفية والثقافية حول العالم في ذلك الوقت تم التواصل مع مؤسسة كالوتش كومبينيان في البرتغال والتواصل كذلك مع المتحف البريطاني ومجموعة متاحف تيت في المملكة المتحدة ولدينا مذكرات تفاهم مع مؤسسة كالوتش اوبيغيان تركز هذه المذكرات على جوانب العمل في التدريب والتأهيل المهني لتمكين الكوادر الوطنية من أداء مختلف المهام والواجبات وفق الاحتياجات الوظيفة الفعلية بما فيها الوظائف ذات الطبيعة النادرة وذات الطبيعة التخصصية جدا وتبادل المعارض المعروضات سواء من خلال استعارة قطع لعرضها هنا في عمان او من خلال اعارة اللقى لإتاحتها للعرض خارج السلطنة وايضا تقديم الاستشارات التخصصية في مختلف المجالات المتحفية التي نحن بحاجة اليها، خلال المرحلة التأسيسية من 2010 الى 2016 وكان التركيز على شق الاستفادة من الخبرات الخارجية في مجال قصة السرد المتحفي من حيث تطوير جوانب من هذه القصة واعداد المواد العلمية والتاريخية ودراسة اللقى وتحليلها واجراء المعاينات العلمية عليها”.
وأشار الموسوي الى انه “فيما يرتبط بتقديم الدعم في مجال الحفظ والصون قام المتحف الوطني بتنفيذ برنامج طموح للحفظ والصون وفق المعايير التي وضعها المجلس الدولي للمتاحف وهي معايير علمية صارمة وفق منهجية دقيقة ومدروسة طبقت لأول مرة في السلطنة، وتم من 2010 الى 2016 ترميم اكثر من 6000 لقى بالكامل بحيث أصبحت متاحة للعرض المتحفي وهذا لم يحدث سابقا في عمان وكانت تجربة جديدة بالنسبة لنا وبعض اللقى تم ترميمها في مسقط وبعض اللقى التي تطلبت اعمال الترميم التخصصي من معدات وأجهزة وافراد غير متوفرين في السلطنة تم تأهيلها خارج السلطنة”.
وقال جمال بن حسن الموسوي في حديثه أن “هناك بعدا آخر في ما يتعلق بالتعاون الدولي يتجلى ذلك في اقدام المتحف الوطني على تنفيذ مبادرة تسمى “يوم عمان” هذه المبادرة طرحت رسميا خلال العام الماضي 2018 بالتعاون مع متحف الارميتاج أكبر متحف في العالم في مدينة سان بطرس بورج بروسيا الاتحادية تكمن في إقامة معارض او عروض صغيرة الحجم ولكن باختيار لقى ذات مدلولات وابعاد تاريخية وجمالية ومعنوية متميزة، من واقع لقى المتحف الوطني تعرض لمدة 3 اشهر هذه الفعاليات تتزامن اما مع يوم النهضة المباركة في شهر يوليو المجيد او العيد الوطني المجيد في نوفمبر من كل عام”.
وأشار إلى أن هذه المبادرة نفذت في سان بطرس بورج في شهر يوليو واستمر المعرض الى شهر سبتمبر وهذا المعرض او هذه المبادرة وان كانت تحت مظلة المتحف الوطني الا اننا نعمل مع عدد من الجهات والمؤسسات بما يحقق القيمة المضافة فالمعرض في سان بطرس بورج كان بالتعاون مع هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية باعتبار ان سعادة الدكتور رئيس الهيئة هو عضو مجلس أمناء المتحف الوطني فتم استعراض 6 من الوثائق التي تقف شاهدة على العلاقات العمانية الروسية إضافة الى 3 لقى متميزة من المتحف الوطني، وكانت هناك مشاركة لرباعية من السيمفونية السلطانية العمانية قدمت عروضا موسيقية في المسرح القيصري التاريخي في قصر الشتاء الشهير، إضافة الى عقد ندوة عن واقع عمليات التنقيب والدراسات الاثرية شاركت فيها كوكبة من اعرق المستعربين الروس”.
وأضاف أن التجربة في الارميتاج التي استغرقت 3 شهور تزامنت مع استضافة روسيا لكأس العالم لكرة القدم، ومتحف الارميتاج يزوره اكثر من 5 ملايين زائر سنويا فالقاعة التي خصصت لفعاليات يوم عمان عبر من خلالها مئات الالاف من الزوار في فترة ضيقة جدا وهي فترة 3 شهور واستطعنا ايصال الرسالة لعدد كبير من الزوار، كما أن المتحف الوطني للفنون الجميلة في مينسك يزوره مئات الالاف سنويا، ونسعى من خلال هذه المبادرة في 2019 ليتعرف الجمهور على السلطنة ومقوماتها من خلال مثل هذه المبادرات، وأيضا كان لوزارة السياحة دور من خلال تقديم الإصدارات والمطبوعات والمنشورات التعريفية عن السلطنة وكان هناك تعاون مع وزارة الخارجية العمانية ممثلة في سفارة السلطنة في موسكو فهذه احدى المبادرات التي سيتم العمل بها الان بشكل سنوي وهي مبادرة يوم عمان”.
وأوضح الموسوي “ان المبادرة الثانية التي طرحها المتحف الوطني هي مبادرة تأسيس ما يسمى بقاعات او اركان عمان في اعرق المتاحف والمؤسسات الثقافية حول العالم تتلخص في التعاون مع وزارة التراث والثقافة لإعارة مجموعة من اللقى لمدة ما بين 2 ـ 5 سنوات اعارة بشكل مؤقت في مقابل ان تقوم الجهة المستضيفة لهذه اللقى بعرضها في سياق قصة السرد الثابت لديها وتخصيص قاعة تحمل اسم عمان، هذه المبادرة نستهدف من خلالها الوصول الى الملايين من الزوار سنويا من خلال هذه المؤسسات التي نتعاون معها، هناك الان تنسيق مبدئي مع متحف الفن الإسلامي في برلين بألمانيا الاتحادية ومتحف الفن الإسلامي في الدوحة بدولة قطر الشقيقة ومتحف الارميتاج بروسيا الاتحادية”.
واضاف اما على صعيد العلاقات الدولية شهد العام 2018 استضافتنا لأول معرض دولي بمقر المتحف الوطني هذا المعرض حمل اسم “بيلاروس على مفترق التواصل الحضاري” وكان بالتعاون مع متحف التاريخ الوطني بجمهورية بيلاروس وتمت استعارة أكثر من 100 لقى 3 منها تعد كنوزا وطنية في ذلك البلد وتم عرضها خارج الجمهورية لأول مرة هنا في السلطنة، لم تعرض خارج البلد ابدا على الاطلاق هذا ان يعكس شيئا فإنه يعكس حجم الثقة والعلاقة المتينة القائمة بين البلدين وبين المؤسستين”.
وبين مدير عام المتحف الوطني ان “المعرض يتناول فكرة التجارة عبر مسالك التجارة التاريخية التي كانت تربط الشرق الأوسط بالشمال نحن نسمع كثيرا عن طرق الحرير او مسالك الحرير التي ربطت الشرق بالغرب والعكس وكانت هناك طرق التقاء منها عمان على هذه المسالك وتحديدا طريق الحرير البحري ولكن قلة منا يعرف وجود الطريق الرابط بين الشمال الجنوب والعكس وكان لعمان دور في التجارة الدولية في العصور الغابرة عبر هذه الطرق وتم استعراض بعض اللقى المكتشفة في بيلاروس تتعلق بالتجارة مع الشرق الاوسطي على العموم، لأول مرة”.
وقال الموسوي انه في العام 2019 يستضيف المتحف الوطني بتاريخ 11 مارس ولمدة 3 أشهر أيام الارميتاج بعد ما استضافوا فعاليات يوم عمان مشكورين”.