بقلم: يوسف بن أحمد البلوشي | الحديث عن القطاع السياحي في السلطنة يمثل حديثا ذو شجون، خاصة وأن هذا القطاع يعتبر أحد محفزات النمو التي تسعى السلطنة إلى جعله داعما للناتج المحلي الإجمالي. وما يشهده هذا القطاع بلا شك واضح للعيان ولكل من يتابع تطوره عاما بعد عام منذ انشاء وزارة السياحة وكذلك ما لعبته المديرية العام للسياحة قبل ذلك حينما كانت تتبع وزارة التجارة والصناعة.
اليوم ومنذ أن تشكلت وزارة السياحة خاصة بعد أن قبض وزير السياحة أحمد المحرزي مفاتيح العمل فيها. فقد شهد القطاع السياحي نموا كبيرا، وهذا ما أشاد به جلالة السلطان المعظم، حفظه الله ورعاه، في الاجتماع الأخير لمجلس الوزراء، ولكن يأتي البعض ليقول ماذا قدم وزير السياحة أو ما هي إنجازاته لمجرد انه خرج ذلك المواطن لرحلة في يوم إجازة ولَم يجد حماما أو دورة مياه وهي لا تزال مشكلة الكثيرين خاصة وقت الإجازة.
فَلَو أسردنا إنجازات وزير السياحة وفريق عمله في الوزارة كثيرة، فهي لا تنحصر – الإنجازات – في توفير دورة مياه إذا لم يجدها مواطن في موقع سياحي. لأن في بعض الأحيان هي ليست من اختصاص وزارة السياحة في ظل توزع مهام السياحة على عدة جهات حكومية.
فعلى سبيل المثال لا الحصر، من الإنجازات الت تحققت مؤخرا في قطاع السياحة، ارتفاع عدد السياح الذين زاوا السلطنة في عام 2017 إلى نحو 3 ملايين و258 ألف سائح من بينهم نحو 658 ألف سائح من أوروبا، وهذا انجاز كبير أن نحقق هذا الرقم في فترة كانت لدينا مشكلة الحصول على التأشيرات إلا لفئة معينة من السياح، ولكن اليوم نشهد تطورا بعد تم إعلان منح التأشيرات إلكترونيا لأكثر من 77 جنسية يمكنها الدخول إلى السلطنة.
بلغ عدد مكاتب التمثيل السياحي التابعة لوزارة السياحة 12 مكتبا سياحيا في الدول الأوروبية والآسيوية، بعد أن كانت لا تتجاوز 5 مكاتب في فترة زمنية ما، وسوف تزيد قريبا مع دخول مكاتب أخرى في روسيا والصين وايضا إيران.
سجل قطاع السياحة في السلطنة نمواً قوياً، ففي العام الماضي، ارتفع عدد السياح الدوليين بنسبة 13.1%، في حين ارتفع تدفق السياح من إيطاليا وحدها بنسبة 35.3%. ويستمر الاتجاه الإيجابي ويتسارع في عام 2018.
استقبلت السلطنة 837,821 سائحًا دوليًا، بزيادة 27% عن نفس الفترة من العام الماضي – بلغ معدل النمو 100 في المائة من السوق الإيطالية – حيث اختار 45,064 سائحاً إيطالياً عمان كمقصد، وهذا جاء بعد مشاركة السلطنة في إكسبو ميلانو الذي نجني فوائده اليوم عبر هذه التدفقات السياحية في حين كان يقول البعض أن المشاركة في هذه المعارض خسارة لا تأتي بعوائد، رغم أن العوائد تجنى بعد سنوات وليس في ليلة وضحاها.
وبلغ عدد السياح الهولنديين إلى السلطنة في عام 2017، أكثر من 16 الف سائح، وهناك نمو متزايد من الأسواق الأوروبية وخاصة من فرنسا وألمانيا بجانب إننا اليوم نشهد دخول السياح الروس إلى السلطنة مع رحلات تشارتر إلى صلالة، وسوف نشهد أعداد أكبر مع تدشين الطيران العُماني رحلاته الى موسكو، التي بدأت في نهاية أكتوبر الماضي.
من المتوقع أن تنمو مساهمة قطاع السياحة والسفر في الناتج المحلي الإجمالي للسلطنة بنسبة 6.3% خلال العام الحالي 2018، ثم بمعدل 5.9٪ سنوياً حتى عام 2028 ليصل هذا المجموع إلى 3.3 مليار ريال عماني أي 8.9٪ من الناتج المحلي الإجمالي.
وفِي تصريح سابق قال نائب الامين العام لمجلس التخطيط الاقتصادي ان قطاع السياحة حقق نموا بمقدار 21% وهذا انجاز كبير أن يصل نمو هذا القطاع إلى هذه النسبة مقارنة مع قطاعات أخرى كانت الحكومة تركز عليها في سنوات ماضية أكثر من قطاع السياحة.
كما أن عدد الغرف الإيوائية في السلطنة ارتفع حتى العام الجاري الى اكثر من 22 الف غرفة مع أن الرقم المراد تحقيقه حتى عام 2020 كان 20 ألف غرفه ويتوقع أن يزيد الى 25 ألف غرفة مع دخول العام 2020.
تسيير رحلات طيران مباشرة ألى مطار صلالة لجذب سياح من أوروبا وهي أحد جهود وزير السياحة لتعزيز موسم السياحة الشتوية في محافظة ظفار التي أصبحت اليوم وجهة عالمية سياحيا تنمو بشكل متسارع خاصة بعد الاستثمارات التي شهدتها من حيث إنشاء الفنادق الأمر زاد من أعداد الغرف إلى أكثر من 3 آلاف غرفة.
عرفنا اليوم النزل التراثية والنزل الخضراء منذ مجيء وزير السياحة إلى الوزارة، وشهدنا نموا في الاستثمار السياحي في السلطنة، بجانب تحويل عدد من القلاع والحصون إلى متاحف بعد أن كانت طوال السنوات الماضية جدران صماء جوفاء.
نشهد اليوم وضع استراتيجية للسياحة وهي من الأمور المهمة ان يتم العمل على وجود استراتيجية ورؤية لهذا القطاع الحيوي بعد أن كان العمل اجتهاديا وضمن أجندة معينة من دون وجود استراتيجية واضحة حتى نسير عليها في السنوات المقبلة لنصل إلى الهدف المراد تحقيقه من هذا القطاع ولنقف على التحديات من أجل حلها وتجاوزها. كثيرة هي الإنجازات ولكن علينا أن نرى الأمور من عدة جوانب وليس أن نقتصرها من خلال عدم وجود دورة مياه فقط ونقول بعد ذلك ما هي انجازات وزير السياحة.