بقلم: حمدان بن علي البادي | في إحدى السنوات القريبة، قررت الجمعية العمانية للسينما دعوة الفنانة نانسي عجرم للمشاركة في افتتاح مهرجان السينما والذي كان مقرراً في جامعة السلطان قابوس، لكن كان للجمهور رأيه ورفض حضورها معللين ذلك بأنه لا يليق بمؤسسة تعليمية تحمل اسم السلطان قابوس أن تسمح بدخولها وبناءً على ضغط الجماهير نُقلت الفعالية لقصر البستان وحضرت الفنانة وغادرت سريعا.
لم تكن هذه القصة الأولى من نوعها ولم تكن الأخيرة حيث تكررت مؤخرا أكثر من مرة وفي مواقع مختلفة لعل منها ما حدث في الأسابيع الماضية مع نجم “يوتيوب” دايلر ومع الإعلامية حليمة بولند والفنانة مريم حسين والإعلاميان الزوجان أحمد ومشاعل وغيرهم من الشخصيات التي لها محبيها ومتابعيهم بالملايين على وسائل التواصل الاجتماعي ومن مختلف دول العالم شئنا ذلك أم أبينا وكان حضورهم بدعوات من جهات مختلفة ولأهداف مختلفة وقد أستقبلهم بعضا من رواد التواصل الاجتماعي بالهجوم على شخوصهم رافضين وجودهم ومطالبين بأبعادهم عن السلطنة ومحاسبة الجهات المستضيفة والتي سمحت بحضورهم مع أنه كان بالإمكان الاستفادة من هذه الشخصيّات بنقل صورة طيبة عن عُمان وبما يسهم في تسويق السلطنة بين متابعيهم.
حتى نجم بليوود الأول شاروخان حين جاء إلى مسقط قبل أيام لم يسلم من ردود الفعل الغاضبة وأذكر هنا المقطع الذي انتشر في العام الماضي عن قيام طاقم عمل سينمائي هندي بتصوير إحدى مشاهدهم السينمائية في قلعة نزوى وقوبل ذلك بغضب واستياء من المجتمع.
شخصيا أتفهم هذا الاستياء وله أسبابه بغض النظر هل نتفق أو نختلف معهم وما يهمنا الحديث عنه هو أن الحذر مطلوب في التعامل مع زوار السلطنة حتى لا تتطور هذه الظاهرة وتغدو سلوكا يفرض المجتمع من خلاله وصايتهم وفقا لمعتقداتهم وثقافتهم كأفراد أو مجموعات على ضيوف السلطنة وأن كنا نريد سياحة فعلينا أن نستوعب الجميع ما لم يبدر منهم ما يسوء لعمان وشعبها.
وقد سمعنا في الإجازة الأخيرة عن بعض الناس قاموا بمنع السياح المحليين من الوصول لبعض الأودية ورأينا البعض الآخر أحال مناطق سياحية عامة لملكية عامة بوضع بوابات واغلاقها بالمفاتيح حتى لا يصل إليها الناس وتحت هذه الأعمال مجموعة من المبررات يرونها من زواياهم الخاصة.
وحتى لا نخرج عن السمت الذي عرفنا به كعمانيين وميز بلادنا عن سائر البلدان فإن الموضوع بحاجة للانتباه له خاصة أن كنا نريد لبلادنا أن تستقطب السياح من مختلف مشارب الأرض بجميع معتقداتهم وسلوكياتهم والسائح بطبعه على علم بالمحاذير وعادات البلدان التي يزورها وأن القانون سيُطاله أن خالف ذلك، نحن على يقين أن الجهات الرسمية لها قنواتها الخاصة التي من خلالها تفلتر زوار السلطنة وتعرف بوجودهم ولن تسمح بدخول من عليهم ملاحظات قد تسيء لعمان وهذا كفيل بمنحنا الهدوء والثقة وأن نبتعد عن الإساءة للآخرين والمجاهرة في الفضاءات المفتوحة برؤانا الشخصية حولهم باسم عُمان وخاصة لدى مشاهير التواصل الاجتماعي لأن ذلك حتما سيؤثر بالسلب على السياحة العمانية.