أجنحة | “الكروسنج” 

بقلم: حمدان بن علي البادي | يتفق الجميع في الوجهة نحو رمال الشرقية لتحدي كثبانها، لكنهم يختلفون في تسمية هذا النشاط وإن كان الأغلب  يسمونه ” الكروسنج” أو تحدي الصحراء ومع ذلك هو من أبرز الأنشطة السياحية الرياضية والمغامرة الأكثر متعة وحماسا على الرمال وخاصة بين أوساط الشباب لما ينميه لديهم من روح المغامرة والتحدي.

 وتعد هذه الفترة من العام بمثابة الوقت المثالي لاكتشاف الرمال والغوص في كثبانها حين تموج الرمال مع حركة أقدام السياح  وتسحبهم إلى متاهات كثبانها وهم يعتلون قممها يلامسون دفئها ويدفنون أقدامهم في رمالها، يفترشون الرمل وتغطيهم السماء بنجومها المتلألئة لتمنحهم  ليلة من ليالي ألف ليلة وليلة في صمت وهدوء جميل لا يكسره سوى صوت ذرات الرمال التي تداعبها الريح. 

 ومن لم يجرب مغامرة  تحدي الرمال فإنه تأخر عن إكتشاف متعة استثنائية فيها من المغامرة والتحدي الشىء الكثير في هذا النوع المتخصص من الأنشطة التي يشد السياح رحالهم  إليها وفي البال اجتياز خط سير معد مسبقا يجهلون تفاصيله وما به من تحديات ، حيث يقضي السياح يومهم وهم يصارعون الرمال لاجتياز كثبانها قبل حلول المساء والإبتعاد عن الحفر التي قد تغوص بها إطارات مركباتهم  وخاصة في أماكن القص (الحد) ويبحثون عن الفنجان (الحفر العميقة والواسعة) ليختبرون براعتهم في القيادة وهم يدركون أن عليهم بهذه المغامرة اجتياز الكثير من التحديات ويدفعون بمركباتهم لاجتياز العوائق من تل إلى آخر.

فالقيادة على الرمال فن لا يتقنه إلا القلة الذين يحسبون لخطواتهم ولا يتعبون مركباتهم يحافظون على سلامتهم للوصول إلى نقطة النهاية في أقصر مدة زمنية وخط سير مستقيم بقدر الإمكان  من دون أن يفقدوا أي جزء من مركباتهم ومن دون تعريض حياتهم للخطر وهذا النوع من المغامرة هو عمل جماعي به قائد تكون مهمته العبور الآمن بالفريق إلى نقطة النهاية وصناعة الإثارة والمغامرة والتحدي عبر المسار.

كما أن هذا النشاط السياحي لايزال خارج أجندة السياحة العمانية بشكل عام  ووجوده يقتصر على أصحاب الخبرة من الأفراد الذين اكتسبوا مهارة تحدى الرمال بممارستهم لهذا النشاط بشكل مستمر بالرغم من الجهود التي تبذلها الجهات المعنية لتنشيط الحركة السياحية والاستفادة من هذا المورد الطبيعي في استقطاب السياح من داخل السلطنة وخارجها عبر استضافة وتنظيم عدد من الأنشطة الرياضية والسياحية لاستغلال الكثبان الرملية وتعزيز الموسم السياحي. 

وبدأت مؤخرا بعض المؤسسات الخاصة في السلطنة في تنظيم هذا النشاط السياحي الرياضي كبرامج تدريبية  لتعزيز مهارات التحدي وبناء روح الفريق والتعاون للوصول إلى الأهداف وهناك بعض المؤسسات التي تلتقي سنويا للتنافس فيما بينها في هذا المجال  بمشاركة مؤسسات حكومية وخاصة وحتى كأفراد وجماعات من داخل السلطنة وخارجها وبعدد يصل لـ 400 مشارك في المرة الواحدة.

وهنا وجب التنبية أن للرمال مرتاديها ولا ننصح بتجربة سبر أغوارها إلا بوجود دليل مختص من ذوي الخبرة أو من أهل المنطقة حتى لا يضيع السائح في متاهات الصحراء أو الإكتفاء بالسياحة في حدود المخيمات السياحية  المنتشرة على تخوم الصحراء، مع تأكيدنا الدائم والأبدي بأن للبيئة علينا حق في المحافظة عليها وعدم الأضرار بها.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*