أجنحة | الضرورة والضرر 

بقلم: حمدان بن علي البادي | تسعيرة الوقود ألقت بظلالها على كل ما يدب باستخدامه، والقطاع السياحي ليس بمعزل عن ذلك خاصة السياحة الداخلية التي تنشط خلال هذه الفترة من كل عام، حيث يشد السياح رحالهم في الاجازة الأسبوعية إلى عمق الرمال وقمم الجبال يعبرون الأودية ويخيمون على الشواطىء الممتدة من مسندم حتى ظفار.

وإذا كانت الجهات المعنية قد حررّت أسعار الوقود ورفعت الدعم فإن لذلك ضرره أيضا وبدأ الناس يقتصدون في استخدام  الوقود لقضاء مشاويرهم المعتادة إلا في الضروريات، وإلى الآن لاتوجد مؤشرات يمكن الاستدلال عليها إلى أين تتجه بنا التسعيرة أو هل لها سقف محدد يمكن من خلاله إعادة حساباتنا ومصروفاتنا الشهرية بشكل واضح خاصة أن أحد المسؤولين، قال في وقت سابق ” هي قطار وأنطلق ولا يمكنه العودة إلى الوراء “.

حين سألت أحد الاصدقاء عن أجازته الأسبوعية وأين سيقضيها  وانا العارف بشغفه الأسبوعي لإعادة استكشاف وجهات سياحية جديدة في مختلف محافظات السلطنة وفي كل مره يخرج برفقة أصدقاء جدد كان جوابه بما معناه أن الوقود غالي والحسابات تغيرت. وأوضح أن المشكلة لا تكمن فقط في تغطية الزيادة المترتبة على تسعيرة الوقود والتي تجاوزت نسبة 90 ‎%‎ عما كانت عليه في السابق، أنما حسابات كثيرة تغيرت متأثرة بهذا الإرتباط ابسطها أن أغلب الأماكن السياحية في السلطنة يتطلب الوصول إليها استخدام سيارات ذات دفع رباعي وملء خزان الوقود لهذه النوعية من المركبات يصل الى 25 ريالا وفي بعضها أكثر من ذلك في حين كان السعر سابقا لنفس السيارة يصل إلى 12 ريالا وهذه التسعيرة التي تنمو شهريا باتجاه الأعلى نحو نقطة حتى أصحاب القرار لا يعرفون حدودها  يجعلنا نراجع خطواتنا وتحركاتنا في ظل ندرة الخيارات التي يمكن أن نستخدمها كبديل.

 وبعض الرحلات الداخلية يحرص أصحابها على استخدام مركبتين أو أكثر لمتطلبات الأمن والسلامة، وبالتالي يضطر  السياح الاستغناء عن هذا الخيار واستبداله بمركبة واحدة يحشرون أنفسهم جميعا بداخلها للوصول إلى وجهتهم حتى وإن كان العدد أكثر من المسموح به.

إن هذا التراجع من قبل السياح وتفكير البعض في إعادة ترتيب الأولويات، قد يمس على المدى القريب قطاع السياحة على الأقل، إلى حين أن يعتاد الناس على هذه التغيرات ويتقبلونها كأمر واقع، وسيطال تأثير تراجع السياحة الداخلية مشاريع الشباب من أصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي تخدم القطاع السياحي والعاملين في هذا القطاع.

ونحن هنا ليس محاولة لتطويع تأثير إرتفاع تسعيرة الوقود على السياحة، لأن تأثير ذلك طال كل شىء، والتسعيرة حديث الساعة في حياتنا وهي هاجس يومي نريد أن نصل لنقطة مشتركة بعيدا عن سعر السوق العالمي، وبما لا يحدث ضرر ولاضرار على الوطن والمواطن.

Hamdan.Badi@omantel.om

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*