بقلم: يعقوب بن يوسف البلوشي | حرّي بالقائمين على تطوير السياحة بالتخطيط المبكر لإيجاد منظومة سياحية متكاملة في عدة محافظات متنوعة بالسلطنة لتمكين اللامركزية في قطاع السياحة.
حيث يجب أن نوفر حزمة سياحية واحدة في المدن المخطط لها أن تكون ذات نشاط سياحي وهذاما تقوم به الجهات المعنية في السلطنة ولكن بشكل ابتدائي بطيء نوعا ما، لربما كخطوة أولية نحو صناعة أكبر للقطاع السياحي، وذلك حتى يتسنى للشركات السياحية رسم جداول سياحية مناسبة بالتوازن بين المحافظات حتى تتحقق مقولة أن “السياحة تثري” بطرفيها سواء للسائح وللجهة المقدمة للخدمات السياحية أو للقاطنين المستفيدين في المناطق السياحية مستقبلاً سواء أكانت استفادة مباشرة او غير مباشرة.
ولو أخذنا مثال على ولاية الحمراء في محافظة الداخلية، نجد أن الحزمة السياحية متكاملة من حيث وجود المرافق العامه للمنتج وذلك بما تمتاز به من طبيعة مكملة لهذه الحزمة، ففي ولاية الحمراء بإمكاننا حصر تنوع الفنادق بها والبنية الأساسية المكتملة والمزارات التراثية المهيأة بجانب الوعي المجتمعي والمسؤولية تجاه السياح القادمين لرؤية المقومات السياحية بها، بالإضافة إلى الجغرافيا الجبلية الجاذبة لمحبي المرتفعات الشاهقة، فمثل هذا التكامل قد يشكّل مناطق سياحية جيدة لو يتم استنساخها فعلياً في مدينة الرستاق بمحافظة جنوب الباطنة والاشخرة وصور في محافظة جنوب الشرقية وخصب في محافظة مسندم وعبري في محافظة الظاهرة. حينها سوف يتشكل بناء الوجهة السياحية المتكاملة من الخدمات في محافظات مختلفة في السلطنة. وهي تجربة ناجحة محلياً إذا ما اتخذنا تجربة الحكومة في بناء البنية الأساسية المتوزعة بالتوازي زمنياً وجغرافياً بين المحافظات طوال مراحل بناء الدولة منذ بزوغ فجر النهضة.
إن هذا التخطيط المتوازي في توزيع التطوير السياحي بين المحافظات سوف يعود علينا بصورة سياحية مكتمله بعد 20 عاماً من الآن مما يساعد على إيجاد بيئة استثمارية مثالية لرأس المال المستهدف في الاستثمار الفندقي والخدمات السياحية المتنوعة بين هذه المناطق.