بقلم:د. رجب بن علي العويسي | يأتي طرحنا لهذا الموضوع في ظل القناعة بما تشكله المتنزهات والحدائق العامة من قيمة مضافة للخدمات التنموية بالولايات، سواء على مستوى الترويح العائلي لأبناء الولاية والقاطنين بها أو السياح، وما تشكله من بيئة طبيعية معززة لنمو الفرص السياحية بالولاية، ومع التأكيد على أن هناك مبادرات مجتمعية مؤسسية برزت في الفترات السابقة حول إنشاء حدائق عامة ببعض الولايات، إلا أن الحاجة ماسة لأن تشمل كل ولايات السلطنة بدون استثناء.
وبالتالي أهمية إيجاد آلية وطنية يتبناها مجلسالوزراء بإعطاء هذا الجانب اهتمامه الأكبر عبر تعزيز التنسيق والتكامل والعمل المؤسسي المرن بين الجهات المعنية بهذا القطاع والإدارات المؤسسية بالمحافظات كوزارة السياحة ووزارة البلديات الاقليمية وموارد المياه ووزارة الاسكان ووزارة البيئة والشؤون المناخية، عبر توفير أدوات تنسيقية وإطار عمل متكامل لخطط تنفيذ الحدائق والمتنزهات السياحية بالولايات وفق مواصفات معينة ومنهجية توزيع تراعي حجم الكثافة السكانية والتنوع المناخي التي تعيشه تلك البيئات والظروف الاقتصادية والمقومات السياحية المتوفرة بها، في إطار تحقيق بيئة حيوية قادرة على استيعاب رغبات مجتمع الولاية، واستثمار البيئة الطبيعية لتحقيق الأبعاد النفسية والترويحية والاجتماعية لهم.
على أن التأكيد على وجود الحدائق والمتنزهات السياحية يستدعي الابتكارية في عمليات تأسيسها وتزويدها بمختلف الخدمات وتفعيل طريقة إدارتها بشكل استثماري يضمن استدامتها وجاهزيتها وقدرتها على تحقيق التوقعات واستيعابها للأعداد المتزايدة من القاطنين بالولاية، سواء من حيث الاتساع المساحي لها ووجودها في موقع يخدم بلدان الولاية ومناطقها، وقربها من خطوط الطرق الرئيسية، وتوفير الخدمات المناسبة بها من حيث دورات المياه المناسبة ووجود المصليات ومدها بالمياه بصورة مستمرة، وعمليات التعشيب والتشجير وفق هندسة تخطيطية مناسبة، وتوفير ألعاب الأطفال وأماكن لرياضة المشي ومظلات مناسبة لجلوس العائلات في اوقات النهار، وضبطها بقواعد وأسس وتعليمات واضحة عبر وجود الحارس وعمال النظافة وعمليات المتابعة والصيانة الدورية وغيرها من المتطلبات لما من شأنه أن يوفر فرصا أكبر لنمو ثقافة الترويح واتساع انتشارها وحضورها الايجابي في حياة المواطن.
من هنا نؤكد على أهمية تعزيز الاستدامة في هذه المتنزهات عبر إشراك المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في تقديم خدماتها السياحية لمزيد من الجذب والترويح العائلي، عبر ايجاد اماكن أخرى مغلقة لألعاب الأطفال المتنوعة والمتعددة والتي تستمر في مختلف أوقات العام وتفتح أبوابها للجمهور في أوقات معينة من المساء أو الإجازات الاسبوعية والمناسبات، أو من خلال تشغيل مقاهي للوجبات الغذائية لتقديم بعض المأكولات المناسبة وإيجاد محل لبيع المواد الغذائية التي يحتاجها المترددين على المتنزهات، بالشكل الذي يضمن الحضور المستمر للجمهور بها ، بالاضافة إلى امكانية استثمارها مستقبلا في اقامة ك المهرجانات السياحية والاستهلاكية والتسويقية ة التي تلقى اليوم اهتماما من قبل الأهالي ودعوة لبروزها على الواقع ولنصنع من مقومات بيئتنا الطبيعية الداخلية ثقافة للترويح السياحي.