أشرعة | صُور الغائبة سياحياً.. وتجّارها المترددون !

بقلم: يعقوب بن يوسف البلوشي | تسيّر الشركات السياحية المحلية عدة رحلات وجولات للأفواج السياحية لمحافظتي الشرقية بجنوبها وشمالها وسط معاناة من قلة الخدمات وجاهزية المرافق السياحية ومفهوم موحّد للحزمة السياحية، ويعزى السبب الى رمي كتلة المسؤولية بين طرفين تمثل الجهات المختصة سياحياً أحداها وبين تجّارها كطرف عاجز ومتردد في الاستثمار في صُور.

ولو تحدثنا عن صُور وأهميتها لتعبت ألسنتنا ومللنا الحديث لما لها من عمق تاريخي وتفاصيل الحياة البشرية في بقعة تبللها الشمس بباكورة أشعتها في الوطن العربي وكأن الشمس تشرق مرتين، مرة من خلف بحرها ومرة من نفوس قاطنيها، وعديدة هي التفاصيل أثناء الحديث عن ولاية صُور العمانية التي تكتنز بموقعها كتلة من الجمال الجغرافي ورحلة اللحن في أصداء أمواجها على وتر شاطئها البلورّي. فمن المهم جداً تعيين صور مركزاً سياحياً في السلطنة بشكل عام وفي الشرقية بشكل خاص حالها حال مدينة نزوى وصلالة في محافظتي الداخلية وظفار، فالزائر لصُور لا يجد اكثر من مطعم واحد يقدم خدمات سياحية ترضي عدة أطراف، وأما البقية فلا تعدو أكثر من أنها مقاهي تقليدية بسيطة. وتفتقر صور أيضاً الى الفنادق السياحية حيث لا تتعدى عدد الفنادق في صور أكثر من أربعة فنادق معتبرة للسكن السياحي في ظل أنها مدينة تقع في مركزية الطريق للمرتحلين إلى منطقة الأشخره ورأس الحد ومصيرة.

نجد أن الاتكالية في تطوير صُور تقع على طرفين أحداهما الحكومة والاخر تجّارها، فلم نجد مشروع سياحي حقيقي في صُور يتبع أحد التجار المنحدرين رأساً من صُور وهم كثر، فأغلب استثمارات تجّار صُور المعروفين تقبع في مسقط متعللين بالجدوى الاقتصادية للمشاريع حيث لا تحاكي لغة المحاسبين لديهم واجبهم تجاه مدينتهم بالنفع والتطوير رغم جدواها إذا ما سعوا سعي الطامحين لتمكين مدينتهم في نصيبها من الاهتمام العام عبر شراكة مع الحكومة في منح تسهيلات، فالشراكة السياحية تحتاج إلى وقت حتى تأتي بثمار أموالها.

فالجهات المعنية ليست بذاخرة للجهد فيما لو وجدت مطالب استثمارية معقولة وممكنة ولا تصل للمطالب الموجودة من أهالي صور وتجّارها ببناء مطار خاص لصور حتى تنشط السياحة والبدء في العملية الاستثمارية !.

فعلى القائمين لتطوير السياحة في محافظة الشرقية أن يعيدوا صياغة المنتج السياحي في صور ليتضمن منطقة سياحية واحدة تشمل مقابر كبيكب في قرية الجيلة، وكورنيش صُور، واستراحات الأشخرة، والشاطىء الأبيض، ومحمية السلاحف في رأس الحد، ومغامرة عبور الكثبان الرملية من رأس رويس إلى بدية وتسويق رؤية الفسفور البحري ليلاً بكثافة على شواطئها البكرُ.

فهل ستستمر مخاوف تُجّار صُور من عمل صندوق استثماري لتطوير صُور سياحياً ؟

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*