بقلم:يعقوب بن يوسف البلوشي | بعدما شاهدنا الفرحة العارمة من المواطنين بمناسبة افتتاح مبنى المسافرين الجديد لمطار مسقط الدولي، نقدر حجم السعي الجاد من الحكومة ممثلة في الجهات المختصة باستعجال افتتاح مبنى المسافرين بالمطار وهو انجاز حقيقي يُشكر عليه القائمون على اتمامه وفق الشكل الحضاري الذي تم عليه وهي مرحلة ابتدائية لاكمال البنية السياحية نحو مفهوم بناء عناصر المنتجات والخدمات السياحية في البلد.
ويتبادر في ذهن المسافر سواء كان مواطن او زائر كثافة التفاصيل واللمسات الجمالية التي امتلأت بها المساحات في المطار الجديد حتى يكون تحفة معمارية رائعة في عصر النهضة المباركة، بجانب دار الاوبرا السلطانية والجامع الاكبر والمتحف الوطني ومبنى المحكمة العليا وغيرها من المباني المنجزة التي تصنف كمبانٍ مستدامة في تاريخ البلدان.
وقد يصاحب هذا التقدير بعض الملاحظات النسبية التي نجدها محققة لكماليات المشاريع فكلنا أيادٍ تسعى لبناء عُمان لتكون في أبهى صورة ممكنة.
فبعد مضي شهر على افتتاح مبنى المسافرين الجديد بالمطار، الا أننا نجد أن هناك بعض الملاحظات من قبل بعض المسافرين حول عدة خدمات تتمحور حول قلة المطاعم في السوق الحرة وقلة المحلات التي بإمكان المسافر ان يتبضع منها سواء كان المسافر في رحلة مغادرة أو مسافري الترانزيت، مما يوحي بوجود اشكالية معينة في عقود التأجير والتي احتكرت على شركة تركية مما وفرت خيارات تركية محدودة، الأمر الذي يسبب الامتعاض حول هذه الخيارات المفروضة على المسافر بجانب غلاء سعر تأجير المتر الربع، مما سبب عزوف مجموعة كبيرة من العلامات التجارية المستهدفة لفئة المسافرين وقطاع أعمال المطارات، وهذا امر يحتاج الوقوف عليه حتى نتجنب رسم صورة ذهنية سلبية دائمة عن المطار، فالصورة الذهنية السيئة تحتاج لايام حتى تُبنى في مخيلة المسافرين وتحتاج الى سنوات ليتم تغييرها الى الصورة الايجابية عن نفس الخدمات والمنتجات.
وفي الجانب الآخر، نجد بعض شكاوى المسافرين تتطرق الى تأخير وصول الأمتعة لمدة تتجاوز 45 دقيقة لكل رحلة وهو وقت قد يكون معقولا في عالم السفر دولياً، ولكن في ظل المقارنة بين العامل الزمني بين المطار القديم والمطار الحديث يتوقع المسافر وصول الأمتعة بوقت أسرع من المطار القديم في ظل ان القائمين على مشروع المطار وظّفوا أفضل الامكانات التكنولوجية لرفع وتيرة الجودة في الخدمات لتظهر بأفضل صورة متوقعة ولربما هذا الامر أُخذ بشكل عكسي من قبل المسافرين.
لكن بشكل عام نجد أن المبنى الجديد للمطار في مستوى الطموح ويلبي احتياجات المسافرين واعانتهم بأفضل خدمات ممكنة في عالم المطارات تحقيقاً لمبدأ ان المسافر “يُعان ولا يُهان”، وكذلك يوفر الكثير من الخدمات الارضية المناسبة لشركات الطيران نحو السعي لتحقيق نمو عدد الرحلات للشركات المختلفة ولزيادة عدد مسافري الترانزيت والمسافرين بشكل عام وهو أمر يتوافق وخطط تنمية السياحة في السلطنة، فكل التوفيق للقائمين على إدارة المطار في ظل سعيهم لتوفير أفضل الخدمات الممكنة التي توفر انطباعا جيدا لدى المسافرين من والى أرض السلطنة.