بقلم: يعقوب بن يوسف البلوشي | يبدو للمراقب في مجال الفنادق بالقطاع السياحي وجود نوعين من الإدارة البشرية في المنشآت الفندقية وهو أمر ملاحظ بشدة دولياً، مما يشكل تحدٍ كبير لدى مدراء الموارد البشرية في الفنادق، مما دفع بعض المؤسسات الفندقية العالمية الى اتباع منهج تعزيز الولاء للموظفين وضخ ميزانية كبيرة نسبياً لأجل تحقيق هذا الولاء تجاه المؤسسة الفندقية.
ويوجد نوعين من عدم الاستقرار الوظيفي في القطاع الفندقي: الانتقال الدائم من فندق الى اخر، والنوع الاخر هو الانتقال الوظيفي بين عدة فنادق تتبع نفس السلسلة الفندقية. ويبدو هنا ان النوع الاول من الانتقال الوظيفي الدائم بين الفنادق هو أكثر ضرراً من النوع الآخر حيث انه يُخلخل منظومة العلاقات المهنية في القطاع الفندقي وعلى سبيل المثال نجد موظفي المبيعات في الفنادق دائمي الانتقال من فندق الى اخر لاجل ميزات مختلفة منها مالية واخرى محفزّه وظيفياً ولكن هذا الانتقال قد يفقد الثقة في العلاقة الحاصلة بين موظفي المبيعات وبين عملائهم في مؤسسات القطاعين الحكومي والخاص، وذلك بسبب ان موظف المبيعات في محاولة كسب العميل المحتمل لعقد سنوي او اكثر تجده يمتدح المنشأة التي يعمل بها ويضعها في كفة المقارنة مع منافسيه وبعد فترة معينة يأتي نفس موظف المبيعات لنفس العميل يمتدح منشأه جديدة بعد انتقاله من الفندق السابق ويعمل بنفس الوتيرة وهنا تجده يمتدح منشأته الفندقية الجديدة ويذم السابقة خصوصاً اذا ما كانت المنشأة السابقة منافسة في نفس الشريحة السوقية مما يسبب زعزعة لثقة العميل في موظفي الفنادق وطرق التعامل معهم! وفي أقسام أخرى هناك بعض مرتادي الفنادق يذهبون الى مطاعم معينة في تلك الفنادق لأجل ان الشيف الفلاني هو المشرف على إعداد الطعام مما يسبب انقطاع الزبائن لتلك المنشأة الفندقية بعد انتقاله الى مؤسسة اخرى، وقس ذلك على منهج الإدارة في المنشأه الفندقية بحد ذاتها حيث ان بعض الفنادق تتعرض لتغيير في شركات ادارة الفنادق وكل شركة ادارة تتبع أساليب وطرق وسنن للضيافة والتعامل مع النزلاء بطرق مختلفة عن الشركات الاخرى مما يسبب عدم الاستقرار الاداري في ادارة المنشأة الفندقية ويشكل حيرة لدى موظفي الفندق حول اي مدرسة ضيافة يطبقون في ظل هذا الاختلاف! واذا ما تحدثنا عن النوع الاخر من الانتقال الوظيفي بين عدة فنادق تتبع نفس سلسلة الادارة فإننا نجد ان هذا الانتقال ينقسم الى نوعين وهما ان يأتي في شكل ترقية وظيفية او لحل عدة مشاكل قابعة في أحد أفرع تلك السلسلة في دولة معينة ويعد هذا الانتقال مفيدا للموظف الفندقي حيث يشكل لديه استقرارا مهنيا بحكم انه يمارس نفس طريقة إدارة وقيم الضيافة في مبان ودول مختلفة فقط مما يثري خبرته المهنية في القطاع.