تقرير: يعقوب بن يوسف البلوشي /
تساهم نوعية الطعام الموجود في وجهة معينه في اختيار تلك الوجهة من قبل المقبلين على السفر بنسبة 30% وتترفع نسبة التأثير اذا ما رافقهم ابناءهم الى 40% كون أن نوعية الطعام عامل معهم لدى الاسرة لدى سفرهم . ويعود هذا الامر الى اختلاف ذائقة السياح وميولهم الى مطابخ عالمية معينه دون أخرى ، وتجتهد المطابخ في مختلف العالم على تطوير وجباتها في الحين والاخر لكي تساهم في رفع عدد زبائنها والذين هم سياح للدولة الحاضنة لتلك المطابخ، وتقدم لكم “وجهات “هذا التقرير لتسلط الضوء على أبرز صفات المطابخ العالمية.
الهند
يؤكد الكثير من زوار الهند أن المطبخ الهندي حار بدرجة كبيرة، فمعظم الأطباق الهندية تحتوي على مزيج من الدقيق والتوابل مثل الزنجبيل، والثوم، والفلفل الحار، والكركم والهيل والقرفة والقرنفل والكزبرة، ومسحوق الكمون والفلفل الحار الأحمر المجفف، وأوراق الكاري. الحلويات شعبية جدا في جميع أنحاء الهند وعادة ما تكون مصنوعة من المكونات الغنية بالدهون، يتم تقديم ما يسمى “البان” وهي نوع من الأكلات الهندية بوصفها علاج للجهاز الهضمي بعد بعض الوجبات. واحدة من التأثيرات الرئيسية على المطبخ الهندي هي الديانة الهندوسية التي تحرم تناول اللحوم، ولذا أصبحت الخضروات من الأساسيات على المائدة الهندية في أغلب الأحوال.
الصين
يتسم المطبخ الصيني بطرقه المميزة في طهو الأطعمة حتى أنه بات منتشر في جميع أنحاء العالم وقد أدخل الصينيون المقيمون في محتلف أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية المطعم الصيني هناك، والآن تنتشر المطاعم الصينية تقريبا في جميع المدن في ألمانيا، وبدأت الانتشار في شرق أوروبا، وتعتبر شوربة وان تان من أشهر الأكلات الصينية، وتدخل العديد من الخضروات المعروفة في البلاد العربية في المأكولات الصينية، منها الفلفل الرومي الأحمر والأصفر والقرنبيط والكرنب والخيار والبازلاء. وفي الصين لا تضع ملقاط طعامك عموديا في سلطانية الأرز، ولكن ضعها على الطبق الخاص بك. والسبب هو أن ذلك نذير سىء لدى الشعب الصيني، وتأكد من أن صنبور إبريق الشاي لا يواجه أي شخص، حتى لا تخرج عن حدود اللياقة.
تركيا
يتصف المطبخ التركي بتاريخ طويل حيث تأثر عبر الزمن بالمطبخ الكردي والفارسي والهندي والعربي والأرمني، وكان ذلك التأثر نتيجة طبيعية لنشأة الامبراطورية العثمانية وسيطرتها على بلاد كثيرة في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط عبر نحو 500 سنة. وقد تغيرت العادات الغذائية التركية كثيرا في القرن ال 20، فأصبح الخبز يؤكل في جميع الوجبات من قبل الشعب التركي وتعتبر المواد الغذائية الأساسية الأخرى مثل اللحوم من المواد الغذائية الفاخرة في تركيا والتي تؤكل في بعض المناسبات الخاصة مثل حفلات الزواج وعيد الأضحى، يعتبر استخدام اللحم المفروض في أطباق الخضروات السمة المشتركة بين الناس في تركيا. الشعب التركي يأكل ثلاث مرات في اليوم مثل العديد من البلدان الأخرى.
المغرب
يتناول الشعب المغربي 3 وجبات في اليوم، فيبدأ الافطار مع الجبن والخبز والفطائر وزيت الزيتون والبيض، أما فترة بعد الظهر والمساء هي الخاصة بالغذاء والشاي والمعجنات والفواكه الطازجة أو المجففة. وفي المغرب عادة ما يتناول الناس الوجبات وهم جالسون على الأرض دون الطاولات والكراسي، ويكون الأكل باليد وباستخدام أدوات المائدة، ويتميز المطبخ المغربي باستخدام التوبل المختلفة. يعتبر المطبخ المغربي منذ القدم من أكثر المطابخ تنوعا في العالم، والسبب يرجع إلى تفاعل المغرب مع العالم الخارجي منذ قرون، ويحتل المرتبة الثانية بعد فرنسا كأحسن مطبخ في العالم، لأن المطبخ المغربي تتوفر فيه شروط نادرا ما تكون في المطابخ الأخرى.
تايلاند
عادة ما تتألف الوجبات التايلاندية من طبق واحد، وغالبا مايكون الأرز المسمي باللغة التايلاندية “خاو”، ويمكن أن يضاف إلى هذا الطبق بعض الأطباق التكميلية الأخرى. يؤكل الطعام التايلاندي عادة باليد اليمني ومع دخول أدوات المائدة إلى البلاد أصبح استخدام الشوكة والملعقة هو السائد في تناول الطعام، وكان ذلك جزءا من التغريب الذي تم في عهد الملك راما الرابع، ويبقى تناول الأرز المسلوق باليد وعملها على شكل كرات باليد هي السمة المميزة للشعب التايلاندي.
ماليزيا
تأثر المطبخ الماليزي المحلي بالمطابخ الصينية والهندية والتايلندية والعديد من الثقافات الأخرى لينتج في النهاية مطبخاً جديدا متنوعاً وشديد الثراء. وتحتوي الكثير من الأطباق الملاوية على ما يسمى “رمباه” وهو عجينة من التوابل شبيهة بالمسالا الهندية، وتصنع الرمباه بطحن التوابل الطازجة أو المجففة والأعشاب لتنتج عجينة توابل تقلى بعد ذلك في الزيت لتنتج رائحتها العطرية المميزة، ويعتبر الأرز من الأطعمة الأساسية في ماليزيا ومن الأطعمة الشعبية أيضاً النودل (الشعرية)، ويستهلك الخبز الهندي (مثل النان والبوري والروتي كاناي والثوساي والإدلي) على نطاق واسع في إفطار الماليزيين، أما الخبز الغربي فهو إضافة حديثة نسبياً إلى الطعام الماليزي، ولم يجد إقبالاً إلا لدى الأجيال الجديدة من الماليزيين.
إسبانيا
يعتبر أسبوع العمل في إسبانيا من أطول أسابيع العمل في أوروبا، ولذا فيعطي الشعب الإسباني للطعام والوجبات أهمية كبيرة خلال اليوم، خاصة ما يتعلق بوجبة الافطار التي تعتبر أهم الوجبات وكذلك الغذاء الذي يحب هذا الشعب القيلوله بعد تناوله ولذا فستجدهم يغلقون متاجرهم بين الثانية والخامسة، أما وجبة العشاء فليست ذات أهمية كبيرة لدى الكثيرين من هذا الشعب وعادة ما تكون متأخرة في حوالي الساعة التاسعة والنصف أو العاشرة ، ولا يكون الطعام خلالها ثقيلا بأي شكل من الأشكال.
إيطاليا
العديد من الإيطاليين يتناولون افطارهم بالكاد داخل منازلهم قبل الخروج للعمل والذي يتكون عادة من القهوة أو الكابتشينو وكرواسون، ويعتبر تناول القهوة هو أحد الطقوس التي تتكرر عند الإيطاليين عدة مرات في اليوم، فالإفطار ليس كاملا لديهم دون القهوة، في السنوات الأخيرة كان هناك تغير تدريجي في عادات تناول الطعام، وساهمت العولمة كثيرا في تغيير هذه العادات، فعلى سبيل المثال، انخفض استهلاك المعكرونة يوميا، وأصبحت وجبة الفطور أكثر دسامة ولكنها لا تخلو تقريبا من منتجات مثل البسكويت الحلو أو الخبز والمربى. ويعد الغداء هو الوجبة الرئيسية في اليوم، ومع ذلك قد يختلف وفقا للعادات أو الاحتياجات الشخصية؛ فبعض الناس يمكنهم العودة إلى ديارهم والبعض الأخر يذهب إلى المطعم، وتتكون وجبة الغداء الإيطالية من المعكرونة واللحم أو السمك والخضار من جانب، والفواكه أو الحلوى من جانب أخر، وكما تخضع وجبة العشاء للعادات الشخصية أيضا، ويتناول الإيطاليين عشاءهم في حوالي الثامنة والنصف مساء ويتكون من البيض والخضروات والفواكه أو الجبن.
المكسيك
يعتبر المطبخ المكسيكي ذات شعبية كبيرة خاصة في الولايات المتحدة، ويعتبر من المطابخ العالمية مرتفعة السعرات الحرارية، فيتم إعداد المأكولات المكسيكية باستخدام المكونات الطازجة والمغذية إلى حد كبير، ويدخل الفلفل الحار والجبن بكثرة في الطهي المكسيكي، ويأكل المكسيكيين “التورتيا” وهو نوع من الخبز في الإفطار والغداء والعشاء.
فرنسا
يتميز المطبخ الإقليمي الفرنسي بالتنوع الشديد في الأسلوب والطريقة من مدينة إلى أخرى، كل منطقة من مناطق فرنسا لها مطبخها المميز، وغالبا ما تتكون وجبة الافطار من شرائح الدهن بالزبد، الخبز الفرنسي، مع الشاى والقهوة، يكون الإفطار دائما في المقاهى في وقت مبكر من النهار، وقد تغير الاتجاه الفرنسي بالنسبة للوقت المستهلك في تناول وجبة الغذاء، فقد تحول من ساعتين إلى ساعة واحدة فقط، وغداء الأحد هو الأكثر وقتا ويتم تناوله دائما مع العائلة، تفتح المطاعم عادة للغداء في الساعة الثانية عشر مساءا وتغلق في الثانية والنصف مساءا، بعض المطاعم تغلق أبوابها وقت الغداء يوم الأحد والإثنين، عادة ما يتكون العشاء من ثلاثة أجزاء، مقبلات، الوجبة الأساسية والجبن والحلوى.
إنجلترا
في الماضي كان الشعب الإنجليزي يستخدم وجبة افطار ثقيلة بما في ذلك الفطر والبيض والطماطم، أما الآن فالافطار يشمل الحبوب مع الحليب والخبز المحمص مع البرتقال أو المربى، وبعض الناس يحبون تناول الشاي بعد الظهر مع وجبات خفيفة مثل الشطائر والكعك، وفي الغداء يحب الشعب الإنجليزي تناول وجبة سريعة وعادة ما تتمثل في السندويتشات والفواكه والمشروبات، ويتميز الإنجليز بتناول العشاء في وقت مبكر ما بين 6 و 8 مساء، يوم الأحد هو يوم الغداء التقليدي في بريطانيا ويتضمن اللحم المشوي مثل لحوم البقر والضأن مع المرق والبطاطس.
اليابان
يعرف المطبخ الياباني بكونه “الأصح” في العالم، نظرا لانخفاض نسب الدهون والكوليسترول والسعرات الحرارية في الأطعمة المختلفة، ولعل أشهر الوجبات اليابانية ستجدها تتكون من الأرز ومنتجات الأسماك والمأكولات البحرية، ويعتبر تناول الحساء بصوت عال في بلاد الشمس المشرقة علامة على الذوق والتمتع بالطعام والاستمتاع بتناوله، واحدة من تقاليد وعادات الطعام الياباني الأخرى تتمثل في تقديم الطعام بكميات صغيرة مقارنة بالكميات التي تقدم في أنحاء أخرى من العالم ، ويتناول الياباني كل قطعة من الطعام ببطء شديد، بواسطة عصا الأكل الصغيرة التي يعتبر وضعها في طبق الأرز بشكل عمودي مدعاة للتشاؤم.
لبنان
يتسم المطبخ اللبناني بوفرة النشويات والحبوب، الفواكه، الخضروات الطازجة، الأسماك والمأكولات البحرية، كما تؤكل الدواجن في كثير من الأحيان، ويكثر تناول اللحوم الحمراء على الساحل، ولحم الماعز في المناطق الجبلية، ويشتمل هذا المطبخ أيضا على توافر كميات وفيرة من الثوم وزيت الزيتون وعصير الليمون، ويعتبر طبق السلطة من الأطباق الأساسية على المائدة اللبنانية التي يجدها اللبنانيون وسيلة للحفاظ على رشاقتهم، يتم تقديم الفواكه الطازجة في نهاية الوجبة اللبنانية الشهيرة بنكهات التوابل، كما تقدم الحلوى أيضا، مثل البقلاوة اللبنانية والشامية التي تحظى بشهرة عالمية واسعة.
المانيا
تغير نمط الحياة التقليدية فيما يتعلق بالعادات الغذائية الألمانية إلى حد كبير، الكثير من الألمان يتناولون الوجبة الرئيسية في وقت العشاء وليس في منتصف النهار وغالبا ما يتم استبدال وجبة الإفطار الكلاسيكية بافطار أكثر تنوعا، فمعظم المقاهي الألمانية لديها قائمة طويلة من الافطار التي يمتد توقيتها حتى الثالثة ظهرا، على الرغم من أن الكثير من الألمان مازالوا يتناولون كمية كبيرة نسبيا من اللحوم، ومعظم الناس يفضلون الوسائل الأكثر حداثة وصحية للطهي فقد أصبحت المطابخ الأجنبية جزءا لا يتجزأ من النظام الغذائي الرئيسي لمعظم الألمان، خاصة مع توافد المهاجرين من جنوب ووسط اأروبا، فستجد الألمان يفضلون تناول البيتزا والمعكرونة الإيطالية، حتى إن معظم المدن الألمانية، مهما كانت صغيرة، لديها مطعم إيطالي، كما يتواجد أيضا في المدن الكبرى الكثير من المطاعم اليونانية واليوغسلافية.
المطبخ العماني
تأثر المجتمع الخليجي بالحضارة الهندية وساهم ذلك بشكل كبير في تشابه أسلوب الحياه ونوع الملابس والتقارب الكبير في نوعية الاكلات وكمية التوابل وتنوعها في المبطخ الخليجي لذا نجد ان المطبخ العماني لا يختلف كثيرا عن المطبخ الهندي في وجباته الاساسية كالكبسة، والبرياني والشواء بحيث ان طريقة استخدام التوابل تتشابه الى حد كبير، الا ان مؤخرا بدأ بعض التأثير يطرأ على الذائقة العامة بما بتعلق بنوعية الطعام وتنوعه في ظل استحسان العمانيين للمطبخ اليمني بما يقدمه من وجبات تتمحور حول وجود الارز بشكل اساسي في كل وجبه مثل المندي والمظبي والذي بدأ في الانتشار بشكل ملحوظ مما يعطي مؤشرات تنافسية عالية اتجاه التفكير في تطوير المطبخ العماني.