بقلم: حمدان بن علي البادي | السفر متعة واكتشاف ومغامرة، وأي محاولة لتأطيره ومحاولة وضعه في قوالب جاهزة، ما هي إلا محاولات من شأنها أن تفقد المسافرين دهشة الاكتشاف ومتعة السير في دروبهم الخاصة. لذا فإن رحلات الاستكشاف والمغامرة لا يمكن وضعها في قوالب خاصة وتعميمها، فلكل مسافر وجهة وهدف واهتمامات يبحث عنها، وما يناسب مسافر قد لا يناسب مسافر آخر.
يواجه أغلب المسافرين في مرحلة التخطيط وخاصة حين يستشيرون الأصدقاء إلى اصطدام ببعض الصور النمطية والقوالب الجاهزة عن السفر والتي تقضي بزيارة بلدان معينة وممارسة أنشطة معينة في تلك البلدان، وإن حاول المسافر ترتيب جدوله بما يناسب اهتماماته واختيار وجهات مغايرة عن المعتاد يجد الأصدقاء الذين ينصبون أنفسهم خبراء سفر وسياحة ويقدمون نصائحهم والتي غالبا ما تؤطر البرنامج السياحي في ما اعتاد عليه عموم المسافرين حتى وإن كان المتحدثين لم يسبق لهم السفر أو زيارة تلك البلدان، إنما يبنون استشارتهم على ما سمعوه وبالتالي يضع المسافر في حيرة، هل يسلك الدروب التي عبرها من سبقه أم يبحث عن عالمه الخاص ويكتشف وجهات جديدة أو وجهات معتادة بدروب مختلفة.
هناك من يفضل أن يقضى إجازته في مدينة واحدة وفندق واحد وآخرين ينتقلون بين مجموعة كبيرة من الفنادق والمدن داخل البلد الواحد وقد يمتد الأمر لزيارة أكثر من دولة خلال مدة زمنية قصيرة لا تزيد عن أسبوعين، وهناك من ينفق ريالات معدودة وآخرين ينفقون مئات الريالات والجميع هدفهم واحد ويسعون لإشباع رغبات وأحتياجات خاصة، وبالتالي لا يحق لأي كان أن يفصل أو يوجه خيارات المسافرين ورغباتهم وفق منظوره الخاص بالسفر .
ولكن جميل أن ننقل تجارب رحلاتنا وأن نشاركها الآخرين وأن نضع رؤيتنا الخاصة حولها سواء كانت بالايجاب أو السلب وهذا لا يعني أن على المسافرين أن يستسلموا لتلك الاراء حتى وأن أتفق الجميع على أفضليتها أو عدم تفضيلها، فما يناسب مسافر لا يناسب المسافرين الآخرين وعلى كل مسافر أن يخطط جيدا لسفره وفقا لأهدافه وظروفه الخاصة وما يحتاجه والاذواق والرغبات تتعدد والوجهات مختلفة ومتنوعة مثل ما هي التكاليف المالية تختلف من مسافر إلى آخر داخل نفس الوجه السياحية، فقط على المسافرين أن يحسنوا تدبيرها وتوزيعها بالشكل الصحيح من أجل رحلة استثنائية وآمنه تبقى في الذاكرة تشبه أو تختلف عن رحلات الآخرين بعيدا عن وصاياهم وقوالبهم الجاهزة عن السفر.