جريدة وجهات أول جريدة عمانية مختصه بالسفر و السياحة
ويتوسط هذا الصرح الشامخ حدائقً من الأشجار وواحات من النخيل التي تكسي المكان وتحفه البساتين من كل جانب وبقي بعضها صامدا حتى اليوم، وتحد الحصن من جهة الشرق والجنوب والشمال واحات من أشجار النخيل ومن الجهة الغربية فيجاوره السوق القديم الذي يعد هو الاخر تحفة فنية ومعمارية قديمة حيث كان في يوم من الايام ينبض بالحياة ويقصده القاصي والداني.
وقال هلال بن سعيد القتبي من إدارة السياحة بمحافظة الظاهرة التي تشرف على الحصن لوكالة الأنباء العمانية إن الحصن بني في عصر النباهنة على أنقاض حصن قديم في القرن الحادي عشر الهجري وكان آخر مركز للحكم في ذلك العصر وتعاقب عليه ثمانية من الحكام ابان حقب تاريخية ماضية.
واضاف القتبي إن الحصن يتكون من عدة مرافق وابنية ومن أبرز هذه المرافق باب الصباح وهو المدخل الوحيد للحصن ولا يوجد مكان اخر للدخول، وهو باب الاستقبال الذي يدخل منه ضيوف الحصن، كما يتكون من ابراج عدة وهي (برج العين وبرج الصباح وبرج البوم وبرج الكبس (وهذه الابراج موجودة في واجهة الحصن وكانت تستخدم للدفاع المتقدم عن الحصن آنذاك.
ويتكون الحصن كذلك من خمسة بيوت وهي بيت العود وهو مقر الشيخ وحاشيته والمرافقين للشيخ المسؤول وله الاستقلالية الخاصة، ويحتوي أيضا على عدة غرف أرضية تتوسطها بناية شامخة ذات ثلاثة طوابق تسمى غرفة المنيظرة ويوجد بها سقف من جذع النخيل توجد به كتابات ونقوش جمعت بعد الترميم وظلت حاضرة حتى اليوم.
وكذلك يوجد البيت الشرقي وهو مجاور للبيت العود ويستخدم لاحد ابناء الشيخ ويقع في الجهة الجنوبية للصرح وهو بيت كبير يتكون من عدة غرف ومرافق اعيد ترميمها من جديد. والبيت الاخر هو بيت المراح ويستخدم لسكن العسكر ولتخزين المؤن والأسلحة ويقع في الجهة الشرقية للحصن وله باب شبيه بباب الصباح وله أيضا نفس الخصائص الدفاعية وبه ممر تعلوه غرفة كبيرة كما أن حجم الباب لا يقل كثيرا عن باب الصباح ومن أول نظرة يشعر الزائر أن لهذا البيت خاصية وأهمية متميزة في هذا الحصن.
اما البيت الرابع فهو بيت البصرة يطل على ضاحية البصرة التي في يوم من الايام كانت تزخر بأنواع عديدة من المزروعات والأشجار، كما يعد بيت البصرة والذي يقع في الجهة الشمالية للصرح بيتاً جميلاً يعرف من خلاله أصالة تصميم البيت العماني القديم ويوحي للزائر نمط العيش في تلك الحقبة من التاريخ. والبيت الخامس هو بيت الحرس ويقع بالقرب من بيت البصرة وهو عبارة عن مكان صغير به عدد من الغرف ويستخدم لإقامة حرس الشيخ الخاصين ويقع على شمال الممر المكشوف الذي يلي باب الصباح وموقعه الاستراتيجي يسمح بمراقبة حركة الدخول والخروج.
ويوجد داخل الحصن فلجان رئيسيان وهما فلج العين والمحيدث كما يوجد به (46) غرفة متعددة الاغراض وتبلغ مساحة الحصن حوالي (2500) متر مربع والحصن محاط بسور دفاعي مزود بمرامٍ للبنادق مترابط مع اجزاء الحصن. وتحيط بالحصن الضواحي الزراعية وبعض البيوت، كما تجاوره سبلة “الزامة” وهي من المواقع والاماكن التي ارتبطت بذاكرة الاهالي منذ القدم حيث تدار فيها امور الاهالي والولاية وقد حظيت بعناية واهتمام من قبل الحكومة حيث تم ترميمها واعادة بنائها من جديد.
وتم بناء حصن بيت المراح على شكل مستطيل تحيط به الأسوار من جميع جهاته ويتكون من 7 أبراج خارجية منها عند الزوايا وجميع الأبراج مستديرة الشكل إلا البرج الذي يتوسط الجدار الجنوبي الغربي عن الزاوية الجنوبية الغربية مما يسمح للمدافعين برمي المهاجمين للمدخل، ويبلغ ارتفاع الأسوار حوالي ثمانية أمتار. وكذلك يوجد في الحصن مسجد وهو من المرافق الجميلة الموجودة بالحصن ويوجد به ساحة صغيرة وموقع لتأدية الصلاة وغرفة تسمى البرادة معدة لتلاوة القرآن كما يوجد ممر صغير يؤدي إلى فلج العين يغتسل فيه الناس للصلاة، وتوجد في المسجد كتابات توثق لأحداث وقصص تعود لحقب تاريخية ماضية كما كانت تقام في المسجد الصلوات الخمس.
وحول خطة وزارة السياحة التي تسلمت ادارة الحصن اوضح حماد بن سعيد الخاطري مدير دائرة السياحة بمحافظة الظاهرة أن الوزارة تقوم بالتنسيق مع الجهات المعنية بإعادة ترميم الحصن واضافة الخدمات الأخرى كمعرض للأدوات التراثية القديمة التي تزخر بها الولاية لعرضها لزوار الحصن كما تنوي الوزارة إصدار توثيقي تعريفي عن مرافق الحصن ومكوناته وأدواته، مضيفا بان الوزارة تخطط لتعيين مرشدين سياحيين لتقديم المعلومات السياحية للزوار والسياح.
