مقال | معرض مسقط للكتاب… حين تصير الكلمة وجهة

د. قاسم بن محمد الصالحي|

في زحمة العالم، ثمة أماكن لا تُزار بالأقدام فقط، بل تُرتحل إليها بالعقل والروح.. ومن بين هذه الوجهات، يسطع معرض مسقط الدولي للكتاب كنجمة ثقافية لا تُشبه سواها، بوابة لا تؤدي إلى المطبوعات فحسب، بل إلى الإنسان العُماني في أبهى تجلياته: قارئا، وكاتبا، ومحاورا، ومُضيفا.

هنا، في رحاب المعرض، لا يُقاس الزحام بعدد الزائرين، بل بعدد العقول المتعطشة، والقلوب المفتوحة على احتمالات الفكر.. تتحوّل العاصمة مسقط إلى مدينةٍ تُعانق الحروف، حيث تتقاطع الطرقات بين ركنٍ للكتب وآخر للحوارات، بين منصة توقيع، وزاوية لسرد الحكايات.. يُصبح الورق جسراً، والكلمة جسرًا، والممرات متاحف للأفكار العابرة للحدود.

إنه أكثر من حدث ثقافي، إنه موسمُ وطن، يُعلن أن الثقافة ليست ترفا، بل ركن من أركان السياحة الأصيلة. فالزائر الذي يقصد المعرض لا يعود محملاً بالكتب فقط، بل يعود محملاً بصورة جديدة لعُمان: تلك البلاد التي لا تكتفي بجمال طبيعتها، بل تُراهن على عمقها الإنساني، وتفتح قلبها لكل من يطرق بابها بفكرة أو بسؤال.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*