ازدهار السياحة في اليابان مع تراجع الين وانحسار مخاوف «الإشعاع»

طوكيو -أ ف ب | ألقى الزلزال وتسونامي، اللذان ضربا اليابان سنة 2011، بثقلهما على قطاع السياحة في اليابان، بعد الأضرار الهائلة التي لحقت بالساحل الشمالي الشرقي ما خلفته الكارثتان من آلاف القتلى علاوة على تسببها بأسوأ أزمة نووية خلال جيل.

وبعد أربع سنوات على هذه الكارثة، بدأ القطاع يستعيد عافيته وسط توقعات بشأن ازدياد أعداد الزوار إلى اليابان للاستفادة بشكل خاص من تراجع سعر صرف الين ومع تخفيف حدة القلق جراء ترددات كارثة فوكوشيما النووية.
وسببت مخاوف التسربات الإشعاعية من مفاعل فوكوشيما تراجعا كبيرا في عدد الزوار إلى اليابان، ما جعل سعي السلطات لجذب سياح جدد إلى اليابان يبدو هدفا مستحيلا في الأيام والأسابيع التي أعقبت الكارثة.
لكن طوكيو سجلت العام الماضي رقما قياسيا بلغ 13,41 مليون زائر اجنبي، أي ضعف العدد المسجل سنة 2011، وأكثر من نصف عدد العشرين مليونا الذي تأمل اليابان جذبهم خلال الألعاب الأولمبية سنة 2020.

وتراجع سعر صرف الين 20% في مقابل اليورو، وحوالى 40 بالمئة في مقابل الدولار منذ أوائل عام 2013، ما جعل كل السلع من السوشي والساكي إلى الفنادق والقطارات السريعة أرخص بكثير بالنسبة للزوار. وقال السائح الفرنسي ارنو كورنييه «إننا كنا نتصفح الإنترنت ورأينا أن زيارة اليابان باتت أقل كلفة من السابق فقررنا الذهاب».

وتؤكد منظمة السياحة الوطنية اليابانية أن الهلع السائد بعد حادثة فوكوشيما، وهي الأسوأ من نوعها في العالم منذ كارثة تشرنوبيل سنة 1986، تراجع بشكل كبير، إلا أنه لم يتبدد بالكامل.

وأشار المسؤول في المنظمة مامرو كوبوري إلى «أننا قلنا مرارا إن مستويات الإشعاعات ضئيلة جدا في طوكيو والمناطق السياحية الرئيسية».

وأضاف «الناس يعلمون أن لا مشكلة في السفر وتناول الطعام والعيش هنا، شرط تفادي المنطقة المحظور زيارتها في محيط محطة فوكوشيما النووية».

ووصف وزير الصناعة الياباني اكيهيرو اوهتا هدف استقطاب 15 مليون زائر هذا العام بأنه «واقعي»، مع الاستفادة من ازدهار قطاع السياحة الإقليمية وسط تدفق سياح من تايوان وكوريا الجنوبية والصين إلى الأسواق الفخمة في حي جينزا للتسوق في طوكيو. وقالت ميكا هاتاكياما، المسؤولة عن الترويج لليابان في مجموعة «فوياجور دو موند» الفرنسية، إن المطبخ الياباني والنزول التقليدية المسماة «ريوكان» وينابيع المياه الساخنة الشهيرة في سائر أنحاء البلاد تمثل نقاط الجذب الرئيسية للزوار.

وأضافت «الناس الذين يسعدون بالطابع الودي والمضياف لليابان يخبرون آخرين عن تجربتهم من هنا تنتشر المسألة بالتواتر»، مشيرة إلى أن سمعة اليابان كوجهة آمنة ساهمت في زيادة المبيعات بنسبة 40% سنة 2014 مقارنة مع العام السابق.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*