اكتشفوا شتاء قطر.. الدوحة تنعش موسمها السياحي بفعاليات متعددة

متحف قطر الوطني وجهة سياحية ثقافية يوثق مسيرة نهضة تاريخية 

مقتنيات المتحف النادرة تركز على تاريخ الحياة في شبه الجزيرة العربية

يضم المتحف 11 معرضاً يمكن للزوار من خلالها استكشاف الثروات المتغيرة في قطر على مر التاريخ

سجادة بارودا المرصعة باللؤلؤ بتكليف من مهراجا بارودا، في الهند عام 1865 تتألف  من أكثر من 1.5 مليون لؤلؤة

الدوحة – يوسف بن أحمد البلوشي| 

كانت فرصة أن أكون ضمن مجموعة صحفية وإعلاميين من دول الخليج، ممثلا لجريدة وجهات، لزيارة قطر مع بداية موسم الشتاء، بدعوة من هيئة قطر للسياحة للتعرف على أبرز الفعاليات السياحية والثقافية والوجهات السياحية التي تشق طريقها في استقطاب السياح والزوار من مختلف دول العالم.

قد يختلف موسم الزيارة إلى العاصمة القطرية الدوحة في موسم الشتاء عن غيره من الأشهر الأخرى، خاصة وان قطر تزخر بالعديد  من الفعاليات والعروض الترفيهية المتنوعة الجاذبة للزوار اليها خلال “الشتاء”، حيث يكون الطقس معتدلا يميل إلى البرودة وهو وقت الرحلات إلى البر والتخييم.

كانت زيارتنا محددة لعدة وجهات للتعرف عليها خلال فترة الزيارة. اليوم سنقف مع أحد الوجهات السياحية الثقافية المميزة التي تحظى بحضور كبير من الزوار خاصة مع تدفق رحلات السفن السياحية إلى قطر. 

وردة الصحراء 

متحف قطر الوطني واحد من المواقع التي يجب أن يزورها كل من يزور قطر. فمبناه مستوحى من التشكيلات الكريستالية الطبيعية، ويُعرف باسم وردة الصحراء، ويقع على كورنيش العاصمة القطرية الدوحة، وهو من تصميم المهندس المعماري جان نوفيل، الحائز على جائزة بريتزكر.

يختلف متحف قطر الوطني، الذي افتتح في 27 مارس 2017، عن أغلب المتاحف الأخرى في العالم، فهو يأخذ الزائر في رحلة من العروض والمؤثرات الصوتية المختلفة والشاشات التي تعرض ماضي هذه المنطقة من العالم، فضلا عن مقتنيات المتحف النادرة التي تركز على تاريخ الحياة في شبه الجزيرة العربية.

وتمتد قاعات العرض بطول المتحف، وقد قسمت وفقا لتسلسل زمني، ابتداءً بالفترة التي سبقت تحول شبه الجزيرة القطرية إلى منطقة مأهولة بالسكان وحتى الوقت الحالي.مقتنيات أثرية

وأثناء تجوالنا في أروقة المتحف، رأينا سلسلة من أفلام ووسائط متعددة ومقتنيات أثرية وتراثية تحكي قصة دولة قطر بطريقة تنقل الزائر داخل البيوت القديمة والصحراء، وتجعله مشاركا في رحلات الصيد والبحث عن اللؤلؤ.

يضم المتحف 11 معرضاً يمكن للزوار من خلالها استكشاف الثروات المتغيرة في قطر على مر التاريخ. ويقدم كل معرض منظوراً وتجربة تستهدف عدة حواس؛ حيث تستهدف هذه المعارض حاسة السمع من خلال الأصوات، مثل الموسيقى والتاريخ الشفهي، وحاسة البصر، من خلال الأفلام والصور الأرشيفية، وحاسة الشم، من خلال روائح تستحضر أوقاتاً وأماكن معينة.

في بداية الأمر دخلنا إلى متجراً للهدايا، يقدم عدة هدايا لكل من يريد أن يقتني تذكارات من قطر عموما والمتحف خصوصا. 

بعدها دخلنا إلى قاعة العرض الاولى وهي مخصص للحياة البحرية والبرية والتي تعطي تصورا عن حياة قطر البرية وكيفية حفاظها على المها العربي، وكذلك ضمت القاعة عدة أنواع من الكائنات البرية مثل الطيور والحيوانات، التي تزخر بها صحراء قطر. وبقربها هناك حياة البحر ودوره في تاريخ قطر حيث تعرض مجموعة من أنواع الأسماك والكائنات البحرية وطيوري النورس. 

مصنوعات حرفية 

بعدها دخلنا إلى إحدى قاعات العرض التي تقدم مجموعة متنوعة من المعروضات التاريخية المصنوعة من المصنوعات الحرفية وكان بعضها يستخدم في حفظ الماء، وغيرها من المعروضات القديمة التي كانت تشكل جزءا من حياة أهل قطر في السنوات الماضية. بجانب معرضات عن حفاظ قطر على النباتات البرية وغيرها من مكونات البيئة في قطر. 

بعد ذلك شاهدنا عدد من المعروضات لأدوات الطبخ والتي كانت تستخدم قديما في قطر خاصة أثناء رحلات البر والقنص وفي مواسم التخييم مثل أنواع الخيم التي تستخدم والتي تعرف الرحل عبر الصحراء أن هذه الخيم للشيوخ أو كبار القوم من أنواع تلك الخيم هل المصنوعة من شعر الجمال أو الحيوانات. وكذلك يتم عرض أنواع من ملابس النساء في قطر على مر العصور والحلي والذهب التي كانت ترتديها النساء حسب نوعية كل مناسبة، وأدوات أخرى من تلك التي تستخدم أثناء الاقل على الجمال.  

سجادة بارودا

من بين القطع النادرة المعروضة في متحف قطر الوطني سجادة بارودا المرصعة باللؤلؤ، بتكليف من مهراجا بارودا، في الهند عام 1865. وتتألف السجادة من أكثر من 1.5 مليون لؤلؤة، بالإضافة إلى الماس والياقوت والزمرد والياقوت الأزرق المرصع بالذهب والمنسوج على قاعدة من الحرير وجلد الغزلان الناعم، وتوضح مدى انتشار الأحجار الكريمة في المنطقة.  

كان الزوار يتدفقون على المتحف ويجولون في أروقته، وقاعاته المبهرة، ويلتقطون الصور وسط انبهار كبير لتاريخ قطر الذي يحتويه هذا المتحف المبهر بعرضه ومعروضاته المميزة التي نقلتنا من بدايات التاريخ في دولة قطر وكيف كانت الحياة المعتمدة على البحر ورحلات الصيد في الصحارى حتى اكتشاف البترول الذي احدث نقلة نوعية في دولة قطر كما هو في دول الخليج الأخرى.