يكتبه: د. رجب العويسي|
يمثل المكون التنموي السياحي في المحافظات ميزة تنافسية واعدة نظراً لما يضمه من بيئات طبيعية عامة ممثلة في العيون والأفلاج والمتنزهات والأودية والسدود المائية، والبيئات التراثية كالقلاع والحصون والبيوت والمساجد الأثرية والمتاحف والمكتبات الاهلية والأسواق التراثية والتقليدية والحارات القديمة المطورة، أو التراث غير المادي بما فيه من فنون عمانية أصيلة وسمت عماني يعبر عن أصالة المجتمع وثقافته، والحرف والمهن التقليدية فيها، أو كذلك النزل التراثية والنزل الخضراء والمجمعات السياحية الطبيعية في البيئات الصحراوية الرملية أو البيئات الجبلية والكهوف والمغارات والممشى الجبلي أو البيات البحرية والشاطئية والأخوار المائية والجزر السياحية. بالإضافة إلى البيئات الترفيهية التي سعت المحافظات من خلال جهود المواطنين ورواد ورجال الاعمال أو القطاع الخاص إلى العمل على تحقيقها مثل: حدائق الحيوانات والحدائق المائية والحدائق الترفيهية للألعاب العامة وألعاب الأطفال والمولات التجارية أو كذلك الفنادق والمنشآت السياحية الفندقية والاستراحات والشاليهات، وإعادة انتاج وتطوير البيئات التراثية والتاريخية والحارات القديمة والأنشطة التسويقية والاستهلاكية الاقتصادية المرتبطة بها والتي يحتاجها السائح مثل المطاعم والكافيات وغيرها، حيث تمثل جميعها مكونات داعمة للمنافسة السياحية بالمحافظات.
إن الانتقال بهذه المكونات يستدعي اليوم بناء خارطة سياحية منتجة ومتحركة ومعلومة المواقع والبيئات، باعتبارها البوصلة التي توجه مسار السياحة الداخلية بالمحافظات، وتوظيفها في خدمة السائح لتحدد بوصلة توجهه وجولته السياحية في ربوع المحافظة، بحيث يقرأ كل زائر للمحافظة في هذه الخارطة مواقع البيئات السياحية بمختلف أنواعها التي تستحق أن تكون جزءا من هذه الزيارة، وموقعها وكيفية الوصول إليها والمسافة بينها، والوقت الذي تحتاجه، ومدى انسيابية الطريق، وما إذا كانت الطريق معبدا وسهلا للوصول إلى هذه البيئات، وأماكن الاستجمام أو الاستراحات الوقتية، وإجراءات الأمن والسلامة المطلوبة بما يضع السائح أمام خيارات واسعة وفرص متنوعة.
أخيراً، تبقى ترجمة الخارطة السياحية للمحافظة مرهون بجملة من الموجهات من بينها، أهمية وجود تطبيقات الكترونية للمواقع السياحية بالمحافظات سهلة الاستخدام وتقدم للسائح معلومات ثرية ومناسبة، بحيث تساعد الزائر للمحافظة وولاياتها في اختيار وجهته السياحية التي تناسبه كفرد أو مع اسرته وعائلته، وأن يحتوي هذا التطبيق على الخطة السياحية القادمة والمشاريع المقترح تنفيذها أو التي بدأت عملية التنفيذ لها بالمحافظة والفترة المتوقعة للتشغيل.