جلالته وأردوغان يبحثان المستجدات الراهنة على الساحتين الإقليمية والدولية
مسقط – أنقرة – وجهات|
يبدأ حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المُعظم، حفظهُ اللهُ ورعاهُ، اليوم بزيارة “دولةٍ” إلى جمهورية تركيا، تلبيةً للدّعوة الكريمة الموجّهة إلى جلالتِه من الرئيس رجب طيّب أردوغان رئيسِ جمهورية تركيا.
وسوف يبحث جلالتِه والرئيس التركي كلِّ ما من شأنه تطوير أوجه التعاون القائمة بين البلدين الصديقين في مختلف المجالات بما يخدم مصالحهما وتطلّعاتهما، إضافة إلى التشاور والتنسيق حيال الموضوعات والمستجدات الراهنة على الساحتين الإقليمية والدولية.
وتأتي زيارة جلالته إلى تركيا في إطار العلاقات الطيّبة بين سلطنة عُمان وجمهورية تركيا الصديقة، والحرص على تعزيز مجالات التعاون ذات الاهتمام المشترك بما يُسهم في تحقيق تطلّعات البلدين، والسعي إلى الارتقاء بها نحو آفاق أرحب.
تعاون تجاري واستثماري
وتتطلّع سلطنة عُمان وجمهورية تركيا إلى تحقيق المزيد من الإنجازات في العلاقات الثنائية والتعاون التجاري والاستثماري والثقافي والأكاديمي بين البلدين الصديقين بعد مرور خمسين عاما من العلاقات الدبلوماسية التي بدأت في 18 يونيو 1973م.
وتأتي زيارةُ “دولة” لحضرةِ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم، حفظهُ اللهُ ورعاهُ، إلى جمهورية تركيا ولقاؤه الرئيس رجب طيّب أردوغان رئيس جمهورية تركيا تعزيزا لمسيرة التعاون المثمر بين البلدين الصديقين وحرصا من قيادتي البلدين على دعم المصالح المشتركة في مختلف المجالات ودفعها وتوسيع آفاقها.
وتجمع البلدين علاقاتٌ دبلوماسية وتاريخٌ مشتركٌ حيث تم افتتاح سفارة سلطنة عُمان في أنقرة عام 1985م وسفارة جمهورية تركيا في مسقط عام 1986م، ويسعيان مِن خلالهما إلى توثيق أواصر التعاون وتوطيد علاقات الصداقة التي امتدّت جذورها إلى القرن السادس عشر، وهي علاقاتٌ متميزةٌ وتشهد نموًّا ملحوظا وتطوّرا كبيرا في العديد من المجالات وعلى كل الأصعدة وتستند إلى أرضية متينة.
ويشهد حجمُ التبادل التجاري بين سلطنة عُمان وتركيا نموًّا وزيادة مستمرة حيث تشير الإحصاءات الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات إلى أن الحجم التجاري بين البلدين وصل بنهاية الأشهر الثمانية الأولى من عام 2024 إلى أكثر من 216 مليون ريال عُماني (561.6 مليون دولار أمريكي) مقارنة بأكثر من 208 ملايين ريال عُماني (540.8 مليون دولار أمريكي) خلال الفترة نفسها من عام 2023. وأن تركيا في المرتبة الـ 17 لأكبر الدول المستقبلة للصادرات العُمانية غير النفطية في قارة أوروبا في عام 2023م.
وفي الجانب السياحي يسعى البلدان إلى تعزيز التعاون السياحي من خلال تنظيم الفعاليات واللقاءات التي تدعم استقطاب السياح الأتراك لزيارة سلطنة عُمان والتعرف على المقومات السياحية التي تتميز به.
كما تشتهر جمهورية تركيا بأنها وجهة سياحية عالمية بفضل المقومات السياحية التي تمتلكها من طبيعة وتراث وشواطئ وبنية أساسية وخدمات متنوعة للسياح وقد بلغ عدد الزائرين العُمانيين إلى تركيا خلال عام 2023م حوالي 95 ألفا مقارنة بـ 130 ألفا في عام 2022م.زيارة تاريخيّة
وقال سعادةُ سيف بن راشد الجهوري سفيرُ سلطنة عُمان المعتمد لدى جمهورية تركيا إن زيارة “دولة” يقوم بها حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظّم، حفظهُ اللهُ ورعاهُ، لجمهورية تركيا، تأتي في سياق الزيارات التاريخيّة بكل المقاييس، فهي أول زيارة رسميّة بهذا المستوى من جانب سلطنة عُمان في التاريخ الحديث للعلاقات بين سلطنة عُمان وجمهورية تركيا.
وأضاف في تصريح لوكالة الأنباء العمانية، أن هذه الزيارة تتزامن مع احتفاء البلدين بالذكرى الـ 50 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما، كما تتزامن مع احتفال تركيا بالذكرى المئوية لتأسيس الجمهورية التركية وإعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن رؤية “قرن تركيا”، المئوية الثانية، مئوية مستقبل تركيا، وتحمل رمزية استثنائية كونها تعكس رغبة مشتركة في استمرار التعاون والعلاقات التاريخية المتجذّرة بين سلطنة عُمان والدولة التركية التي تمتدّ إلى أكثر من ثلاثة قرون.
وأشار إلى أن هذه الزيارة تمثل مستقبل العلاقات بين البلدين، حيث ستشكّل جلسة المباحثات الثنائية التي ستجمع بين جلالتِه. أبقاهُ اللهُ، والرئيس التركي بداية لمرحلة جديدة ومميزة للعلاقات الثنائية، وستضع الأسس القوية لبناء علاقات استراتيجية بين البلدين، بما يخدم مصالحهما المشتركة ويعود بالنفع على الشعبين العُماني والتركي، ويعزز دور البلدين في الساحتين الإقليمية والدولية.
وبيّن السفير أنه سيتم خلال الزيارة التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم لتعزيز التعاون بين سلطنة عُمان وجمهورية تركيا الصديقة في العديد من مجالات التعاون الثنائية بما فيها المجالات السياسية والدبلوماسية، والتعاون الاقتصادي والتجاري والمالي والاستثماري، والتعاون العسكري والتصنيع الدفاعي، والنقل والاتصالات والطاقة وإدارة الطوارئ، والثقافة والتعليم العالي والبحث العلمي، ومجالات الإعلام ووكالات الأنباء، إضافة إلى مجالات الصحة والعلوم الطبية، والعمل وتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
علاقات متجذرة
من جانبه، قال سعادةُ السّفير الدّكتور محمد حكيم أوغلو، سفيرُ جمهورية تركيـا المعتمد لدى سلطنة عُمان إن زيارة حضرةِ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم، حفظهُ اللهُ ورعاهُ، إلى جمهورية تركيا تأتي تلبيةً لدعوة من رئيس جمهورية تركيا وهي الزيارة الأولى من نوعها بهذا المستوى منذ حوالي 40 عاما.
وأكد سعادتُه في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية، على أن العلاقات التركية العُمانية مُتجذِّرةٌ في أعماق التاريخ بلغت ذروتها خلال الحقبة العُثمانية حيث دفعت هذه الشراكة الاستراتيجية سلاطين البلدين إلى تبادل رسائل مِلْؤُها الودُّ والاحترامُ والثناءُ لبعضهم البعض، ومدّ يد العون والمساعدة عسكريًّا واقتصاديًّا كُلَّما اقتضت الضرورة ومصلحة الدولتين.
وقد أدّت هذه الشراكة بين الدولتين إلى تعزيز التقارب بين الشعبين نتيجة هذا التفاعل الثقافي والاجتماعي الذي ضاعف من قوة العلاقات السياسيّة والعسكرية والروابط بين الشعبين بالشكل الذي أسهم في تعزيز المحبة المتبادلة المستمرة بينهما.
وأكد على أن زيارة جلالةِ السُّلطان المعظم، حفظهُ اللهُ ورعاهُ، ستفتح آفاقا جديدة في علاقات البلدين من خلال التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي ستتيح للبلدين فرصا واسعة للتعاون في مجالات متنوعة وستسهم في تسريع وتيرة الزيارات رفيعة المستوى بين الشركات ورجال الأعمال في كلا البلدين.
من جانب آخر، أوضّح سعادةُ فيصل بن عبد الله الرواس رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عُمان، أن العلاقات العُمانية التُّركية ترتكز على سنوات طويلة من الصداقة والتعاون المشترك في العديد من المجالات، منها التعاون الاقتصادي بين البلدين الصديقين الذي حقق نموًّا كبيرًا خلال الأعوام الماضية.
وقال سعادتُه في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية، إن زيارة “دولة” يقوم بها حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم، حفظهُ اللهُ ورعاهُ، إلى جمهورية تركيا ستشكّل نقلةً نوعيةً في دعم هذه العلاقات خاصة وأن المباحثات بين جلالةِ السُّلطان المعظم، أيّدهُ اللهُ، والرئيس رجب طيب أردوغان ستضع الأطر اللازمة لمواكبة العلاقات بين البلدين في المجال الاقتصادي على وجه الخصوص لمتطلبات هذه المرحلة التي يطمح فيها الجانبان لتحقيق الأهداف التنموية والدفع نحو المزيد من النمو والازدهار.
وأضاف: أن القطاع الخاص في البلدين قد عمل على بلورة هذا التعاون من خلال مجلس الأعمال العُماني التركي الذي يقوم بدور كبير لتوفير البيئة المناسبة لرجال الأعمال من الجانبين لبحث فرص التعاون الاستثماري والإسهام في رفع قيمة التبادل التجاري بين البلدين.