مقال | “وجهات”

يكتبه: حمدان البادي|  

 في الخامس عشر من أكتوبر 2024، تكون جريدة “وجهات” قد أكملت عقدا من الزمن في مسيرتها الصحفية المتخصصة في الإعلام السياحي بسلطنة عمان. 

كمشروع صحفي ظهر بشكل كلاسيكي في حقبة زمنية تشهد تحولا رقميا، كانت مغامرة من صاحبها ومؤسسها يوسف بن أحمد البلوشي، أن يظهر كصحيفة ورقية لهذا لم يغفل الموقع الإلكتروني كأساس يغذي الإصدار الورقي الذي كان يصدر في البدايات لتحجز وجهات- لنفسها مساحة بين وسائل الإعلام المحلية، كصحيفة متخصصة في الإعلام السياحي وتساهم في تغطية السياحة المحلية والمشاريع، والوجهات التي يرتادها العمانيين وبما يسهم في اثراء المحتوى السياحي المحلي المنشور في الفضاء الإلكتروني.   

بدأت “وجهات” كصحيفة ورقية إلكترونية تصدر كل أسبوعين، ومن ثم تحولت كأصدار شهري في النسخة الورقية إلى جانب النشر اللحظي للأحداث والفعاليات في الموقع الإلكتروني، ومع انتشار جائحة “كورونا”، وتوقف تداول الصحف الورقية، وجدت “وجهات” فرصة للتأقلم مع الظروف الجديدة، حيث ركزت على إصدارها الرقمي اليومي بصيغة PDF، واستمرت في نشر الأخبار السياحية وما يرتبط بها من تقارير ولقاءات عبر موقعها الإلكتروني. 

هذا التحول لم يكن مجرد استجابة للأزمة، بل كان خطوة استراتيجية نحو تعزيز حضورها الرقمي وتوسيع قاعدة جمهورها من المهتمين بالشأن السياحي. 

 لم تكن الطموحات خالية من التحديات، إذ واجهت الصحيفة صعوبات دفعتها للتكيف مع المتغيرات التي طالت الصحافة الورقية. وظلت الجريدة دائما ملتزمة بالخط الوطني، إيجابية في تغطياتها، مخصصة صفحاتها لإبراز الحركة السياحية وما يرتبط بها من مشاريع ومناشط تغطي كامل محافظات السلطنة إلى جانب دعم المشاريع الشبابية، وعلى اتصال بسفارات السلطنة والقنصليات العمانية في الوجهات التي يرتادها العمانيين بكثرة لتضع القارئ في قلب الحدث. 

 عشر سنوات من التحديات والتطورات والدعم المستمر حافظت فيها الجريدة على حضورها اليومي في الصحافة العمانية، ومثالا حيًاا على القدرة على التكيف مع المتغيرات، والاستمرار في تقديم محتوى متخصص يخدم القطاع السياحي ويعزز من مكانته، إلى جانب ما تقوم الجريدة بنشره من مواضيع صحفية تهم الشأن المحلي بجانب الاخبار العربية والعالمية. 

وفي هذا المقال وانا أستذكر تجربتي البسيطة من العمل في هذه التجربة الصحفية المتخصصة فإني ممتن للفرصة التي قدمتها الصحيفة لي وللتجارب الحقيقية التي شاركت فيها، قد لا يدرك أثر هذه التجربة إلا من جرب الاشتغال في أكثر من مؤسسة صحفية، حيث سلطة الرقيب تحد من نشاط الصحفي وتضع امامه الكثير من المحاذير ، بينما في “وجهات” كان مؤسس الجريدة، يوسف البلوشي، الذي قاد هذا المشروع بروح من الإصرار والتفاني، على قدر كبير من التسامح والحرية الصحفية تاركا للصحفي المسؤولية الذاتية ليتحمل ما يكتب حتى وإن خرج عن القوالب الصحفية المعتادة، حتى وإن بدت بعض المقالات التي أكتبها اشبه بانطباعات ذاتية، إلا انها كانت تمر عبر فضاء صحفي يمزج بين الكلاسيكية والرقمية وتتوجه لجمهور متغير بشكل مستمر في طريقة استهلاكه للمحتوى. 

 استطيع القول، إن جريدة “وجهات” هي وجهة سياحية للسائح ، حتى وإن لم يقرأ- هذا السائح- الجريدة بشكلها الكلاسيكي وبصيغة PDF لكن نحن على يقين، حين يأتي البحث باللغة العربية عن الوجهات السياحة العمانية ستكون “وجهات” ضمن الخيارات التي تعرضها محركات البحث، كما أن المحتوى الذي ينتج عبر – “وجهات”- يعاد استهلاكه في منصات مختلفة، لهذا نبارك للجريدة ومؤسسها هذا الحضور في قطاع الإعلام السياحي، لتبقى “وجهات” وجهه للسياحة العمانية والعربية والعالمية في عالم الصحافة والإعلام.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*