مقال| “وجهات” أيقونة الإعلام السياحي العربي

يكتبه: محمود النشيط |

إعلامي بحريني متخصص في الإعلام السياحي @dailypr 

اهتمامي بالإعلام السياحي بدأ قبل حوالي 16 عاما وغصت في أعماقه أكثر مع مطلع عام 2013 تقريباً في رصد حركة الانتعاش الذي شهده القطاع السياحي قبل ما يزيد على عشرة أعوام تقريباً في بلدي مملكة البحرين، التي وضعت خطط جبارة للتنمية السياحية المستدامة وتم العمل بها فوراً، مروراً بالشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية التي لها باع طويل مع الزوار خاصة الحجاج والمعتمرين والحرص على تطوير التسهيلات لهم عاماً بعد عام، ووضع هذا لبلوغ عدد الزوار في تحدي كبير. 

كذلك تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة التي وصلت للعالمية السياحية من خلال التطور الكبير في إمارة دبي وأبوظبي حتى طال العمران والتجهيزات بقية الإمارات الأخرى، واحتضان هذا البلد لأكبر المعارض والمؤتمرات السياحية من حول العالم. بالإضافة إلى تجربة دولة قطر التي دخلت التحدي عبر مشاريع متعددة وكانت صاحبة البصمة العالمية الأوسع عندما احتضنت بطولة كأس العالم وتعرف الجميع مقوماتها السياحية المتعددة وإمكانياتها الكبيرة لتلبية رغبات كل السياح من حول العالم، وهي التجربة التي ربما جعلت دولة الكويت تخطط لأن تكون مشاريعها السياحية نوعية في المستقبل وتسجل اسمها لامعاً كما سجلته في الدراما التي من خلالها تعرف الجميع على هذه الدولة ومقدراتها. 

سلطنة عمان من الأقصى إلى الأقصى باتجاهاتها الأربع أبرزت قدراتها وسخرتها لتبرز مقوماتها السياحية لتكون وجهة مميزة للزوار من مختلف بقاع العالم للتعرف على التنوع الطبيعي، والتراث الثقافي والأنشطة الرياضية مصحوباً بالضيافة العمانية الأصيلة والمشاركة في حضور الفعاليات والمهرجانات التي تقام دائماً مع التنوع البيئي على طول شواطئها الجميلة وجبالها الشاهقة وزيارة قلاعها المتعددة. 

من هنا، وفي العاصمة العمانية مسقط، ولدت صحيفة “وجهات” ورقيا في بداياتها ثم تحولها الإلكتروني الرسمي، منذ جائحة كورونا  لتتبنى الرسالة الإعلامية وتكون حاضرة كوسيلة الإعلام السياحي العربي، وتأخذ على عاتقها رغم التحديات إيصال الرسالة لكل المهتمين في داخل السلطنة أو الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي وإن توصل رسالة السياحة الخليجية في المقام الأول بأنها واعدة ولها مستقبل زاهر. وأن السياحة العربية تمتلك العديد من مقومات الجذب التي تجعل استكشافها مقصداً لا يمل منه. 

“وجهات” طيلة مسيرتها الإعلامية حتى وصلت إلى إصدار العدد 1000 لم تتوقف في إشراك القارئ العربي، والمتابع المهتم، وحتى الباحث عن الاستثمار من مختلف دول العالم أو مقدم الخدمة السياحية من الاستفادة مما يعرض على صفحاتها في بادرة للتعاون والشراكة التي تدر بخيراتها وتحقق أهداف الجميع في مجال التنمية السياحية. 

الإعلام السياحي هو تخصص حضاري شأنه شأن التخصصات الأخرى والاهتمام بتنميته والمحافظة على تطويره له عوائد كثيرة ربما يجهلها مع الأسف بعض المستشارين المكلفين بتقديم دراسات لتعزيز الوضع الاقتصادي أو الخروج من أزمات معينة نتيجة التضخم المالي الذي طال الكثير من دول العالم.

 السياحة هي صناعة اقتصادية هامة بلا دخان ولها عوائد كثيرة، تساهم “وجهات” وغيرها من الصحف والمجلات وبعض المواقع أو التطبيقات عبر قنوات التواصل الاجتماعي تعريف المهتمين بشكل خاص، والعامة بشكل عام بكل ما يدعم السياحة من معلومات متنوعة بمقاييس مختلفة تلبي جميع الأذواق.

 “وجهات” المميزة لطرحها الإعلامي المتنوع تحتفل بهذا الإنجاز الكبير، ونشاركها الفرحة بكل حب وتقدير، ونشد على أيدي القائمين على هذا العمل الإعلامي المميز وندعو الله العلي القدير لهم بالتوفيق والنجاح والسداد. 

وأن تكون إرادتهم القوية وتحديهم للظروف القاهرة، وحرصهم على إيصال الرسالة التخصصيّة دروساً جميلة تدرس في كليات الإعلام لتنتج لنا أجيالا جديدة لشغل الصف الثاني ومواصلة المشوار لهذا القطاع الحيوي والأبرز حالياً وفي المستقبل.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*