حوار – صالح المعمري | أكد إسماعيل بن أحمد البلوشي نائب الرئيس التنفيذي بهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم أن المنطقة استقطبت حتى نهاية سبتمبر 2016 استثمارات سياحية تقدر بنحو 766 مليون ريال عماني، مشيرا إلى أن عدد المشاريع السياحية القائمة والجاري تنفيذها والتي تم التوقيع عليها يبلغ 16 مشروعا تتضمن فنادق من فئة الـ 3 والـ 4 والـ 5 نجوم وشققا فندقية ومنتجعات ومنشآت سياحية متنوعة تشتمل على المطاعم والاندية الترفيهية والمقاهي والمحلات التجارية والحدائق المائية والشقق والفلل السكنية.
وقال: إن المقومات السياحية التي تتميز بها المنطقة اجتذبت العديد من المستثمرين من السلطنة والخارج، مؤكدا أن هيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم عملت على توفير البيئة المناسبة لنمو الاستثمارات السياحية بالمنطقة.
واجهة بحرية
ويتألف المخطط الشامل للمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم من عدد من المناطق الاستثمارية المتنوعة من بينها منطقة سياحية تبلغ مساحتها 26 كيلومترا مربعا، وقال إسماعيل بن أحمد البلوشي في حديث خاص لمجلة الدقم الاقتصادية وتنشره “وجهات”: إن الهيئة تعمل على تزويد المنطقة بجميع مرافق البنية الأساسية من كهرباء ومياه وطرق واتصالات، وتتميز المنطقة السياحية بواجهة بحرية تمتد لـ 19 كيلومترا، كما تم الاخذ في الاعتبار إنشاء شاطئ عام على مساحة واسعة لممارسة العديد من الأنشطة الشاطئية والمائية لتلبية احتياجات السكان والزوّار واقامة وسائل الترفيه والاستجمام والتخييم ويأتي ذلك ضمّن اعتبارات برنامج التخطيط الحضري للمنطقة السياحية في الدقم.
تطور سياحي مستمر
وأكد نائب الرئيس التنفيذي بهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم في حديثه، أن المنطقة حققت حتى الآن العديد من المكاسب لقطاع السياحة في السلطنة وساهمت في استثمار رؤوس الأموال محليا بالاضافة إلى اجتذاب الشركات الأجنبية للعمل في السلطنة، كما ساهمت أيضا في تنشيط الحركة الاقتصادية بمحافظة الوسطى بشكل عام وولاية الدقم بشكل خاص، موضحا أن مطار الدقم الذي تم تشغيله في 23 يوليو 2014 ساهم في تسهيل تنقل المسافرين بين الدقم ومسقط، كما ان ميناء الدقم هو الاخر يمكن له ان يستقبل الرحلات السياحية عند اكتمال المرافق المخصصة لذلك بالإضافة إلى الطرق البرية التي تربط الدقم بباقي ولايات السلطنة.
مستثمرون متفائلون
وعن نظرة المستثمرين قال البلوشي: لقد لمسنا من خلال زياراتنا ومشاركاتنا في المحافل المحلية والدولية اهتمام المستثمرين بالمنطقة التي تتميز بميزات نسبية وتنافسية تؤهلها لأن تصبح مقصدا سياحيا خلال الفترة القادمة.
وأضاف: هنالك ارتياح واهتمام من قبل المستثمرين المحليين والدوليين بالمنطقة السياحية والموقع الجغرافي للدقم، وقد عبروا عن رغبتهم في توسيع أعمالهم في هذا الجانب والاستفادة من ميزة المكان وطبيعة المناخ المعتدل.
وأكد ان المنطقة تشهد تزايد الطلب على الاستثمار في القطاع الفندقي، وأرجع هذه الزيادة إلى عدة عوامل أبرزها المناخ الاستثماري وسهولة تقديم الطلب علاوة على ان المنطقة ستشهد نموا اقتصاديا خلال السنوات القادمة، مشيرا إلى وجود ثلاثة فنادق بالدقم حاليا إلا أن النمو المتوقع للمنطقة يتطلب تشييد منشآت فندقية جديدة.
توظيف الشباب
وقال إسماعيل البلوشي في شأن حركة توظيف الشباب العماني في المشاريع السياحية: تسعى الهيئة بالتنسيق مع وزارة القوى العاملة والشركات العاملة في هذا القطاع إلى إعطاء أولوية للشباب للعمل في مجال السياحة والفندقة، وقد قامت لجنة تنمية المجتمع المحلي في وقت سابق بتمويل منح دراسية بعضها في قطاع الضيافة والسياحة، كما ان الهيئة ممثلة في قسم المسؤولية الاجتماعية تسعى بشكل مستمر لإشراك الشباب بمحافظة الوسطى في برامج تعليمية لتسهيل حصولهم على وظائف في هذا القطاع.
وأضاف: بذلت الهيئة في جانب المسؤولية الاجتماعية شوطا كبيرا كي تنمي مهارات الشباب ليتمكنوا من دخول سوق العمل وهذه البرامج مستمرة وتلاقي قبولا ونجاحا كبيرين.
لا تأجيل للمشاريع
وحول تأثير الاوضاع الاقتصادية الراهنة وتذبذب أسعار النفط على الاستثمارات السياحية بالدقم قال إسماعيل بن أحمد البلوشي: إن المنطقة ليست بمعزل عن العالم وهي تتأثر بالمحيط الاقتصادي والسياسي، ولكن رغم ذلك الهيئة مستمرة في تنفيذ مشروعات البنية الأساسية التي تعتبر محركا للاستثمارات السياحية بالمنطقة، مؤكدا أن الهيئة لديها لجنة خاصة بالمناقصات وهي لم تتأخر في إسناد المشاريع كما لم تؤجل أي مشروع مدرج ضمن خطتها.
استراتيجية السياحة
ونوه إسماعيل بن أحمد البلوشي خلال حديثه بالاستراتيجية العُمانية للسياحة 2040، وقال: لقد حظيت الدقم بمكانة مميزة في الاستراتيجية التي اعتبرت الدقم بوابة واعدة للسلطنة للأعمال والأنشطة التجارية ووجهة مثالية للراغبين في الحصول على مكان للاسترخاء والتمتع بالشواطئ.
وأضاف: اقترحت الاستراتيجيةُ تطوير منطقة تجمع سياحي بالدقم خلال الأعوام القادمة، وتعتبر التجمعات السياحية أحدَ المكونات الرئيسية لخطة التنمية السياحية التي أوصت بها دراسة الاستراتيجية العمانية للسياحة مع وجود البنية الأساسية اللازمة التي يجب توفيرها للزائرين والتي تعد ضمن عوامل الجذب بالاضافة الى وجود أنشطة متميزة وخدمات ومرافق تدار بشكل جيد.
ترويج وتسويق
وحول جهود الهيئة في الترويج والتسويق للمنطقة قال البلوشي: تم في النصف الاول من عام 2016 تنفيذ برنامج ترويجي وتسويقي سياحي للمنطقة بهدف إبرازها على المستوى الوطني والاقليمي وعقد شراكات مع منظمي الرحلات السياحية على المستوى المحلي والاقليمي من أجل زيادة أعداد السياح القادمين إلى المنطقة ورفع نسبة الاشغال الفندقي طيلة العام.
وأضاف: قامت الهيئة ممثلة في دائرة الترويج بإعداد مقترح لتسيير رحلات عارضة الى الدقم بالتعاون مع وزارة السياحة بحيث تكون الدقم إحدى الوجهات الواعدة لسياحة الرحلات العارضة من دول العالم المختلفة وذلك من خلال التعرف على مقومات المنطقة الاقتصادية وقدراتها اللوجستية لاستيعاب هذا النوع من الرحلات، وكذلك التعرف على أهم المشاريع السياحية المستقبلية التي سوف تقام في المنطقة، بالإضافة الى ذلك فإن دائرة الترويج تركز على جذب استثمارات محلية وأجنبية لإقامة منتجعات سياحية تخدم الحركة السياحية المتوقعة خلال المرحلة القادمة.