مقال| المقناص 

يكتبه: حمدان البادي| 

واحدة من أنواع السفر التي لا أعتقد أني سأضعها قي الأجندة، رحلات الصيد لأدغال أفريقيا من أجل الفتك بمجموعة من الحيوانات الأليفة ضمن ما يسمى “برحلات الصيد أو المقناص” والتي تأتي حجوزاتها شاملة لعدد الحيوانات المحدد صيدها من قبل كل مسافر، ومن زاد صيده عن ذلك ستكون له تكلفة إضافية مع خيار التجميد والشحن إلى بلد المسافر. 

 وبالرغم مما ينطوي عليه هذا النوع من السياحة من مخاطر في حالة صيد حيوان لم يكن ضمن القائمة المحددة سلفا أو التعرض للاحتيال عبر توفير حيوانات أخرى غير المتفق عليها وما تطرأ من تحديات، فقد رأينا من يحبون هذا النوع من السياحة كيف يرقصون احتفالا بصيدهم من الزراف والحمار الوحشي والنعام وكل حيوان يدب، ومع إيماني بقناعات الناس وخياراتهم وللناس مذاهبهم ومشاربهم، إلا إنني أضع علامة استفهام كبيرة حول ماهية المتعة في قتل مجموعة من الحيوانات لم يعتادوا على أكل لحومها. 

 أنا من أنصار من يذهبون لرحلات السفاري بهدف استكشاف طبيعية هذه الحيوانات في بيئتها الأصلية والتأمل في مخلوقات الله بعيدا عن إيذائها ويعودون لنا بصور جميلة، ولا يساهمون في التعدي على الطبيعة لأن من شأن التعدي على الحيوانات البرية أن يسبب اضطرابات كبيرة لها في بيئتها الطبيعية، إلى جانب تخويفها وتعطيل مواقع إطعامها وتعايشها أو تأقلمها مع وجود الناس. 

 كما أن بعض هذه الرحلات مصطنعة من أجل ايجاد برامج سياحية لاستقطاب السياح، وتشكل تحديا لتلك الدول التي يذهب إليه المسافرون، وتسعى أغلب دول العالم للحد من هذا النشاط عبر الدخول في معاهدات واتفاقيات تضمن التعاون بين الدول للحد من الصيد وتهديد الحيوانات لعل من أبرز هذه الاتفاقيات اتفاقية” سايتس” وهي اتفاقية التجارة العالمية لأصناف الحيوان والنباتات البرية المهدد بالانقراض.

 بشكل عام رحلات المقناص واحدة من البرامج السياحية التي لها مريدوها وهي ثقافة قديمة كانت ولا تزال يستخدم بها الصقور والكلاب السلوقية للصيد وشتى أنواع الأسلحة في البلدان التي تسمح بذلك، وهي ثقافة عامة ساهمت في إنقراض الكثير من الحيوانات، وحسب ما نشرت وسائل الإعلام في -وقت سابق – “يوجد في سلطنة عُمان حوالي (99) نوعا من الحيوانات النادرة التي تشمل الثدييات البرية المهددة بالانقراض كالنمر العربي، والمها العربي، والوعل العربي، والغزال العربي، وغزال الريم، والوعل النوبي، وأرنب مصيرة، والوشق، والثعلب الرملي، وتبذل سلطنة عُمان جهودا كبيرة للحفاظ على الحياة البرية بموجب قانون المحميات الطبيعية وصون الحياة الفطرية وما يتضمنه من مواد قانونية تُعاقب من يأتي بمخالفة في المحميات الطبيعية حيث تعد المحميات أماكن لحماية الحيوانات المهددة بالانقراض، وإعادة توطين بعض الحيوانات بها والحد من أي تعد على البيئة مثل الرعي الجائر، والصيد وقطع الأشجار والتصحر وتدهور الرقعة الزراعية والزحف العمراني وغيرها”.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*