مقال| البروليتاري والراتاتولي

يكتبه: حمدان البادي| 

 لا أعرف الراتاتولي ولم أسمع بهذه الكلمة من قبل والحمد لله إن هاتفي لم يكن على وضعية الطيران في تلك اللحظة، لهذا استعنت بمحرك البحث لأعرف مكونات الراتاتولي قبل أن أطلبه من قائمة الطعام التي قدمها لي المضيف في درجة البزنس. 

 كانت الساعة تسير باتجاه الثالثة صباحا، وأنا أجاهد النفس حتى لا تأخذني سنة من النوم قبل أن اكتشف مزايا مقاعد البزنس في الطيران العماني وقد وجدت نفسي فيها من دون تخطيط مسبّق. لا توجد لدي مشكلة في السفر أو الحضور إلى المطار في هذا الوقت المتأخر من الليل، واشهر خطين يطيران من مطار مسقط ويعودان إليه يكون في هذا الوقت المتأخر وهما الخطان اللذان يذهبان لكل مكان، وبالتالي هما خيار الكثير من الناس.

 ما يهم الآن أنني أجلس في درجة البزنس، اتجاهل المسافرين كما يفعل عادة البعض من أهل البزنس وهم يتجاهلون مسافرين الإيكونومي حين يمرون بجانبهم، أو محاصرة المتأخرين منهم بنظرات معاتبه، كنت نرجسياً وفعلت كل هذا وأنا ارتشف رشفات من عصير البرتقال بالنعناع الذي استقبلنا به المضيف وهو -على غير المعتاد- حيث اعتدنا على الليمون والنعناع كخلطه تناسب الجميع. 

 فعلت ذلك لأن الفرص لا تتاح لي دائما وأنا من أقرب لطبقة البوليتاري ومن مرتادي درجة الإيكونومي ومع أن الرحلة قصيرة فقد حرصت ألا أستسلم فيها للنوم، أريد هذا الإحساس والشعور، حيث تعد درجة الأعمال في الطيران العماني واحدة من أفضل مقصورات الركاب وبمستوى فخم نال ما يستحق من جوائز، وهو يستحق ما يدفع من أجله خاصة في الرحلات الطويلة التي تصل لـ 7 ساعات، وهو الحد الأقصى -حسب علمي- لوجهات الطيران العماني.

 من قائمة الطعام – مع علمي بأنها بريستيج فقط- اخترت قائمتي زبادي بصلصلة المانجو مع فواكهه موسمية وكرواسون بالراتاتولي مع جبنة الكريمة وخضار ورقية، لا أعلم ما هو الراتاتولي وقد اخترته لأن الخيار الآخر لا يتناسب مع ذائقتي. 

 ولله الحمد كنا لا نزال في المدرج ووضع الطيران بهاتفي غير مفعل – كما أشرت سابقا- ليسعفني العم “جوجل” بنبذة عن الراتوتالي وهو طبق من الثقافة الفرنسية حيث يحرص الطيران العماني كما يقول على “تقديم اختيارات متنوعة من المأكولات العالمية من عدة ثقافات” ويبدو إن الراتوتالي أحدها وهو عباره عن خضار مطبوخة مع بعض، تشابه مع فطيرة الخضار التي تقدم في درجة الإيكونومي والتي تعد من العادات والتقاليد في الطيران العماني وقد حافظت على شكلها المزخرف لسنوات، الفرق بين الفطيرتين أن رجال الأعمال يتم تقديمها مع الكرواسون وورقة خس في طبق أما في الإيكونومي يضعها المضيف في علبه كرتونية على الطاولة مع علبة عصير وقارورة ماء. 

 وبالمناسبة والحديث هنا عن فطيرة الخضار في الإيكونومي، فطيرة لذيذة وطريقة الاشتغال عليها يبدو انه متعوب عليه، وحاضرة بشكل دائم حتى في الرحلات الطويلة كوجبة خفيفة بين الوجبات الرئيسية، ما ينقصها المسمى الذي يمنحها الفخامة. أما الراتوتالي موضوع هذا المقال فقد سرق النوم مني متعة التلذذ بها، أو حتى التقاط صورة للذكرى.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*