يكتبه: د. رجب العويسي|
مع العودة إلى المدارس تبدأ أول محطات التهيئة للطلبة بالحديث معهم حول الإجازة الصيفية ومجالات استغلالها وطريقة استثمارها من قبل الطلبة، ليتجه الحديث إلى رصيد الذكريات المرتبطة بالوجهات السياحية التي أتيحت للطلبة، محطة اتصالية تفاعلية عززت مساحة الثقة وأعطت المعلم صورة متكاملة عن الطلبة وظروفهم وفي الوقت نفسه ترقية الشعور المزاجي للطالب وانعكاس هذه الفرص من الاستجمام والتنقل والسفر في رفع الحالة النفسية والفكرية والترويحية والذوقية للطالب بما تضيفه من مساحات التغيير وفرص التحول، وبما أضافته من لمسات التجديد والرصيد اليومي الثقافي والاجتماعي والاقتصادي الناتج عنها، في ظل ما حملته من متعة السفر وفرصة الاطلاع على حياة الشعوب وثقافاتها وأساليبها في إدارة متطلبات الواقع.
وبالتالي حجم الرصيد المتحقق من الإجازة الصيفية والفرص الترويحية والسياحية التي تخللتها في تغيير الحالة المزاجية للطالب، وترقية جانب الشعور الإيجابي لديه عبر ذكريات حالمة وأحداث مثيرة تحمل حس المغامرة والألق والرقي، فتغذي النفس وتبهج الخاطر وتنقله إلى عوالم مختلفة يستقرئ خلالها منتوج الثراء المعرفي والقيمي والأخلاقي الذي يحتاجه في تقوية أساليب التعلم النشط، وتعزيز معايير الجودة وإعادة إنتاج الواقع التعليمي داعما للإنتاجية مؤصلا للكفاءة، تتفاعل فيه مقومات شخصية الطالب في ظل تعددية المواقف وتنوع الأحداث، وتعاملها مع الظروف لتكتسب المزيد من الثقة في ظل ما تفخر به من مساحة الاحتواء العائلي والتناغم الاجتماعي والأسري.
إن السياحة بذلك ذكريات حالمة تنقل الطالب إلى عوالم مختلفة، في ظل مع ما اكتسبته مكونات البيئات السياحية من بساط أخضر ومنظر بهيج، وتنوع ثقافي وحضاري وتراثي تأريخي، أو ما رصدته عدسات وكاميرات الطلبة من ثقافات متنوعة وأساليب حياة متعددة وأنماط حياتية مختلفة، لتقترب بالطالب من مبدأ التغيير الذاتي في الممارسات، وطريقة التفكير في أساليب التعلم، وإعادة صياغة لحن التجديد في أداء المهام والواجبات والتكاليف المدرسية والبيتية.
أخيرا، فإن ما اكتسبه الطلبة من أرصدة السياحة، استراحة أمل وتأمل، تستنطق في الطلبة مزون القيم وتستنهض فيهم حس التغيير واستيعاب الأحداث، فيراقب إنجازه الدراسي بمهنية، ويحتكم إلى فكره وضميره بوعي، ليُثبت بها بصمات إنجاز قادمة على درب العطاء والتقدم.