يكتبه: د. رجب العويسي|
تقدّم المؤشرات الإيجابية التي يتحدث بها زوار موسم خريف ظفار لهذا العام 2024 والجهود النوعية التي رافقت هذه الصورة، صورة تغييرية متوازنة في التحول الشامل في السياحة العمانية، تتجه فيه السياحة نحو الاحترافية والمهنية والتنظيم وتقرأ الخريف في إطار ثوابت وطنية مؤسساتية تتجه نحو صناعة اقتصاد الخريف، كما تبرز تحولا في طريقة إدارة موسم خريف ظفار وآليات توزيع الحقائب التنفيذية على المؤسسات عبر تأطير منهجي ولمسار الشراكة وتعميق أبجديات التكامل، والمسؤولية المشتركة، فلا يكون فيها مجال لمتفرج أو منتظر من يقدم له الجهد، بل أن يكون لكل المؤسسات حضور في أجندة العمل وموقع في زاوية العطاء والإنتاجي، ومساحة من الفرص لتقديم المبادرات وتعظيم الابتكار المؤسسي الموجه نحو كفاءة سياحة الخريف وجودتها، ونافذة تطل منها لخدمة زوار الخريف.
على أن مساحة التغيير التي يصنعها موسم خريف ظفار، في ظل الفرص المرتبطة بها والأنظار التي تتجه إلى تعظيم القيمة الاقتصادية والاجتماعية والترويجية لخريف ظفار، منطلق لقراءة الخريف في صورة مشروع سياحي وطني استثماري يجب أن تجند له الطاقات وأن توظف له القدرات الوطنية، بحيث يتوافق الجهد المقدم للخريف مع ما تحظى به بيئة موسم خريف ظفار من ميزات تنافسية وفرص متنوعة، وما يمكن أن يحققه في أرصدة السياحة ودورها في التعريف بالفرص الاقتصادية والاستثمارية في سلطنة عُمان.
عليه، فإن الحالة الاستثنائية التي يشهدها موسم خريف ظفار لهذا العام من حيث توافد السياح الزوار من دول الجوار، بالإضافة إلى السياح من داخل سلطنة عُمان، والذي يعود جزء منه إلى رفع سقف الترويج الإعلامي للخريف والتنوع فيه، وتعظيم مساحة التأثير لناشطي المنصات الاجتماعية في نقل صورة الخريف، يؤسس لمرحلة جديدة من العمل الوطني في بناء ثقافة السياحة.
ويضع الجميع أمام رؤية سياحية أصيلة محددة في إطار واضح، ومنطلقات أداء مقننة، مضبوطة بتشريعات ولوائح، ومدعومة بجهود وإنجازات تتفاعل مع الأبعاد الثقافية والفكرية والاجتماعية، فإن التغيير المنتج الذي يصنعه موسم خريف ظفار يؤسس لنماذج عمل وآليات تقييم لضبط كل العوامل المتداخلة والفاعلة، الخارجية منها والداخلية، وتعظيم أثرها وتوظيف إمكانياتها ومواردها وتوجيه مسارها بشكل يلمس فيه المواطن عوائد الموسم على السياحة والاقتصاد والخدمات وتوظيف العمانيين والتشغيل والسلوك السياحي.