توقيع اتفاقية لتطوير كهف الجن في قريات

مسقط – وجهات|

وقّعت وزارة التراث والسياحة اليوم على اتفاقية عقد حق انتفاع لتطوير كهف مجلس الجنّ بولاية قريات بمحافظة مسقط مع “مجموعة عمران”، لإقامة مشروع سياحي بيئي وتفعيل جوانب الموقع الضرورية مثل معدات الحماية الخاصة بسياحة المغامرات والخدمات التشغيلية.

وقّع على عقد الانتفاع من جانب الوزارة معالي سالم بن محمد المحروقي وزير التراث والسياحة، فيما وقّع عليها من جانب المجموعة الدكتور هاشل بن عبيد المحروقي الرئيس التنفيذي لمجموعة عمران.

وبموجب العقد تتكفل مجموعة عمران بالجوانب التشغيلية بما في ذلك تعيين وتدريب المدربين والحفاظ على الحياة الفطرية داخل الكهف والبيئة المحيطة به، والتعاون مع مشغلين متخصصين لتطوير خطة مستدامة وطويلة الأمد لتفعيل الموقع.

ويتضمن العقد في مرحلته الأولى قيام “عمران” بتفعيل وتنظيم برامج المغامرات لزيارة كهف مجلس الجنّ، بينما سيتم في المرحلة الثانية إنشاء مركز للمعلومات ومركز استقبال ونزُل بيئية.

ويعد كهف مجلس الجنّ إحدى عجائب الطبيعة في منظومة الكهوف الجوفية في العالم وتبلغ مساحة أرضية الكهف 58 ألف متر مربع وسعته 4 ملايين متر مكعب، وبطول يصل إلى 310 أمتار وبعرض 225 مترا.

ويقع الكهف عند سفوح جبال الحجر الشرقية بسلطنة عُمان، وهو واحد من أعظم وأجمل العجائب الطبيعية، كما يطلق عليه “كهف سلمى” والذي يعتبر من أكبر الكهوف الجوفية في العالم.

ورغم ضخامة حجم كهف مجلس الجن إلا أنه من الصعب اكتشافه من الخارج في هذه المساحة الشاسعة، وكل ما يدل على وجوده من الخارج هو مجرد ثلاث فتحات تبدو غير ذات أهمية للناظر إليها.

يقع كهف مجلس الجن عند الحد الشمالي من هضبة سلمى في محافظة مسقط والواقعة على الطريق الذي يربطها بقرية طيوي التابعة لولاية صور بمحافظة جنوب الشرقية.

واكتشف كهف مجلس الجن لأول مرة بالصدفة أثناء البحث عن الصخور الكربونية بغية اكتشاف احتياطيات مائية جوفية عميقة، وكان أول من هبط بداخل الكهف الضخم أحد الخبراء وهو دون ديفيسون عام 1983 عبر الفتحة التي يبلغ عمقها 120 متراً والتي تعتبر أقصر فتحه من الفتحات الثلاث، ثم جاءت زوجته شيريل جونز في العام التالي 1984 لتهبط من أعمق فتحة ويبلغ عمقها 158 متراً ثم جاء دون جونز، بعد ذلك ليهبط من الفتحة الثالثة عام 1985.
يتطلب الوصول إلى فتحة الكهف جهداً كبيراً حيث يتوجب قطع مسافة 1300 متر من الدروب الجبلية الوعرة تستغرق حوالي خمس ساعات تقريباً، كما أنه لا يمكن النزول إلى داخل الكهف إلا بالحبال.
وفي أوقات معينة خلال اليوم، تتسلل أعمدة ضوء الشمس الجميلة من خلال الثقوب في السقف مباشرة إلى أرضية القاعة، مضيفة منظراً جمالياً بديعاً. وفي الليل، يمكن أن يترك ضوء القمر التأثير نفسه.

وكان كهف مجلس الجن تشكل من الحجر الجيري من تكوينات الدمام، الموجودة في بحر ضحل دافئ منذ فترة تتراوح ما بين 40 و50 مليون عام مضت، خلال الحقبة الجيولوجية الفجري الوسطى. وبعدها بعدة سنوات، انثنت قوى انضغاطية مرتبطة بالانجراف القاري وتصدعت وانكسرت وضغطت حجر الأساس الموجود فوق مستوى سطح البحر تدريجياً، عندما بدأت القاعة في التكون.
وأسهم في تطور التكوينات الجيولوجية لمجلس الجن موقع الصدوع والكسور برفقة المياه الجوفية المحللة للصخور التي تحركت. ووصلت الفترة المطيرة الأخيرة إلى ذروتها قبل 7 آلاف عام تقريباً، قبل أن يبدأ الجفاف التدريجي في المنطقة. ويرجع شكل واستقرار القبة القائمة بذاتها إلى حقيقة أن أي كتل كبيرة من الحجر الجيري لم تثبت في مكانها بسبب الانضغاط، كما في القوس الروماني العملاق، وأنها سقطت إلى الأرضية.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*