يكتبه: يوسف البلوشي|
مع الثراء التراثي الذي تتمتع به سلطنة عُمان، من حيث توفر العديد من القلاع والحصون، كان لا بد من أهمية الاستفادة من هذه الكنوز التاريخية لتكون دعامة أساسية للاستثمار السياحي وتشغيلها في حدود إمكانيات كل وحدة تراثية.
ومنذ عام 2017، مع أول استثمار للقلاع العمانية كانت قلعة نزوى الشهباء أولى خطوات هذا الاستثمار والتي نشهد اليوم أنها حققت نجاحات بارزة عبر طرحها للشركات الصغيرة والمتوسطة لاستغلالها سياحيا بشكل ذا عائد ومردود مالي وثقافي.
وتتواصل نجاحات وزارة التراث والسياحة حتى اليوم مع طرح قرابة 17 قلعة وحصنا للاستثمار السياحي بما يتوافق مع كل قلعة وحصن وأهميتها وموقعها وكان آخرها بدء تشغيل قلعة الميراني في مسقط ذات التاريخ العريق.
إن تحويل هذه الشواهد التاريخية والأثرية إلى مزارات ثقافية ووجهة سياحية يمثل أهمية بالغة للاستفادة مما لدينا من قلاع وحصون، وإذا كان بعضها اليوم تم تحويله إلى مقاه صغيرة تقدم بعض الخدمات فإنها أيضا تقدم رونقا تاريخيا وثقافيا وفنيا للسياحة وتضفي عليها روح العصر، على أمل أن تتطور بعضها إلى فرصة الاستثمار كنزل تراثية خلال الفترة المقبلة كون بعضها ذات مساحة واسعة داخل محيط الفناء الداخلي للسور أو القلعة وهو ما سيثري المشهد السياحي بشكل أكبر حتى تكون الاستفادة أشمل وأعم.
لقد أصبح من الأهمية بمكان أن تزداد أهمية الاستثمار في مثل هذه المواقع وعلى الشركات الصغيرة والمتوسطة الاستفادة من الفرص المتاحة اليوم، لأن كثير من هذه الفرص قد لا تتاح في المستقبل، خاصة وأن سلطنة عُمان مقبلة على نمو سياحي كبير خلال السنوات المقبلة والذي يتوقع أن تكون وجهة سياحية منافسة عالميا كونها بلد بكر وثري بمقوماته السياحية والثقافية والتاريخية والاجتماعية.