مقال| الطيران والسياحة وجهان لعملة واحدة 

يكتبه: يوسف البلوشي 

مع وصولنا إلى 4 ملايين سائح خلال عام 2023، جاء هذا العدد بعد جهود كبيرة قامت بها كل من وزارة التراث والسياحة وكذلك الطيران العماني على وجه الخصوص لتسييره رحلات مباشرة إلى الدول المصدرة للسياح مثل ألمانيا التي حققنا في عام 2023 قرابة 231 الف سائح بجانب رحلاته إلى باريس ولندن.

السياحة والطيران وجهان لعملة واحدة، فبدون رحلات طيران مباشرة على وجه الخصوص لا تتعزز الحركة السياحية إلى عُمان، وعمل الطيران العماني طوال السنوات الماضية على خطط وبرامج متعددة للوصول إلى ما تحقق اليوم.

واذا كان الطيران العماني يواجه اليوم خطة لإعادة هيكلة منظومة عمله عبر عملية “ترشيق” ستطال الكثير من بيئة عمله ومحطاته وأسطوله، فإن هذه البرامج لإعادة الهيكلة ستعيد الطيران العماني سنوات إلى الوراء، والتي يقصد منها معالجة حالة التعثر والديون التي تكبدتها الشركة منذ سنوات طويلة.

يحتاج القطاع السياحي إلى وجود ناقل وطني يكون عاملا دافعا لنمو سياحي، فعلى سبيل المثال، يلعب طيران الإمارات دورا في تعزيز حركة السفر والسياحة بين دبي ودول العالم، وكذلك الخطوط الجوية القطرية. إن عملية “ترشيق” الطيران العماني ستضر بنمو القطاع السياحي على المدى القصير والبعيد، فمهما كانت الظروف المحيطة بالشركة فإن معالجة هذه الأمر لا يكون عبر قص أجنحة الطيران العماني بعد أن حقق منجزات جيدة وانتشارا بين الناقلات الجوية الأخرى في المنطقة وبات منافسا بينها.

القطاع السياحي العماني اليوم بحاجة ماسة إلى وجود طيران قوي يمكّن ويعزز من النمو السياحي وجاذب للزوار إلى سلطنة عُمان. ومعالجة الخسائر لا يجب أن تعالج بين ليلة وضحاها من خلال جرة قلم تكون عواقبها كبيرة على القطاع السياحي، في وقت نحن نحتاج إلى وجود انتعاش في مطاراتنا سواء في مسقط او صلالة وكذلك صحار والدقم، فهذه المطارات بنيت لتعزيز السياحة والاقتصاد وتحقيق نمو في أعداد المسافرين والزوار وهذا لا يتحقق إلا عبر وجود ناقل وطني قوي ونشط في رحلاته، حتى نرى حركة نشطة في مطاراتنا مثل الذي نراه في مطارات المنطقة والعالم.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*