مقال| حماية المنشآت والأماكن السياحية من الانواء المناخية والحالات الطارئة 

يكتبه: د. رجب العويسي| 

نظراً لتعرض سلطنة عُمان المستمر لأنواء مناخية مختلفة سواء كانت أعاصير وأخاديد ممطرة ومنخفضات جوية عميقة لتشكل جميعها حالات طارئة تستدعي الجاهزية والاستعداد في التعامل معها وفق رؤية وطنية، ومسار عمل منهجي موحد، تقوم على رعايته اللجنة الوطنية الرئيسية لإدارة الحالات الطارئة، واللجان الفرعية في المحافظات.

 لذلك يأتي طرحنا لهذا الموضوع في إطار تحقيق أمن السياحة وحماية المنجز السياحي نفسه والمحافظة عليه وصونه وإبعاده عن كل المؤثرات السلبية وأهمية تعزيز الحماية للمنشآت السياحية والتراثية لضمان عدم تعرضها لانجرافات الاودية.

وبالتالي جملة الاجراءات التي يجب أن تتخذ من جهات الاختصاص بشأن حماية المنشآت والأماكن السياحية، باعتبارها الضامن لاستدامة المورد السياحي وكفاءته، وذلك من خلال الآتي: 

▪ استحضار معايير الامن والسلامة في تنفيذ المشروعات السياحية، وتعظيم قيمتها كمدخل لتحقيق الاستدامة والمحافظة على المنجز السياحي كثروة وطنية أصيلة والتزام اتخاذ التدابير والاجراءات الاحترازية.

 ▪ مراعاة إبعاد المشاريع السياحية المنفذة في الأماكن المنخفضة كالعيون والبرك المائية والاودية، من خلال مراجعة عملية التخطيط والتصميم والتنفيذ لها بحيث يتم رفعها في أماكن أمنة، وبعيدة عن انجرافات الأودية، الأمر الذي يضمن بقائها واستمراريتها وعدم تعرضها للانجراف، ويحول دون تعرض مستخدميها للخطر. 

▪ توفير الصيانة الدورية والمباشرة وإنشاء سدود الحماية للمشاريع والأماكن السياحية بالشكل الذي يضمن جاهزيتها للاستخدام. 

▪ تشكيل لجان طوارئ في التعامل السريع والمباشر وتقييم الأضرار التي تواجهها المنشآت والأماكن السياحية وسرعة عودتها لطبيعتها بعد زوال الحالة المدارية أو تلاشيها.

 ▪ مراعاة البعد الفني والهندسي واستحضار مسار التخطيط الحضري في تنفيذ المشروعات السياحية بحيث تكون المخططات السياحية في أماكن مرتفعة عن بطون الأودية وأماكن تجمعها، وتوفير مخارج ومداخل لتسهيل حركة الوصول إليها والخروج منها، وحركة عمليات الإنقاذ أو الإسعاف في أثناء نزول الأودية.

 ▪ توفير أماكن آمنة لحفظ الأدوات والتجهيزات المستخدمة في هذه البيئات السياحية لضمان عدم تعرضها للانجراف أو التلف. 

أخيرا، يبقى تبني سياسات وطنية في ضمان حماية وصون هذه المنشآت والمرافق السياحية والعمل على تجنب تعريضها للخطر، مرهون بمستوى الكفاءة التخطيطية للبيئات السياحية، والذي يبدأ من اختيار الموقع السياحي ومسحه ورصد كل التحديات المناخية المؤثرة فيه، والتي يبنى عليها قرار تنفيذ أو تطوير أو رفع سقف إنتاجية هذه المنشآت والمواقع السياحية.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*