صُحار – العُمانية|
يشهد مهرجان صُحار في نسخته الثانية تنوعًا في المعروضات التي تحاكي التاريخ والحضارة في عُمان عبر الزمان، وذلك بوجود أربعة متاحف تعرض أكثر من 1200 قطعة أثرية وتُحفا ومقتنيات تجسّد تفاصيل الحياة في الماضي، جمعها عدد من هواة جمع التحف والمقتنيات، إلى جانب أصحاب متاحف خاصة مرخصة من وزارة الثقافة والرياضة والشباب.
وأشار الدكتور عبد الرحمن بن سالم القاسمي رئيس لجنة الفعاليات بمهرجان صحار: أنّ وجود أركان لعرض التحف والمقتنيات التاريخية في أرض المهرجان بمركز صحار الترفيهي جاء لينسجم مع أهداف المهرجان في تعريف زوّاره بتاريخ عُمان عبر مختلف الحقب التاريخية، مُشيرا أنّه تمت دعوة أصحاب المتاحف وهواة جمع المقتنيات الأثرية للمشاركة في أركان المهرجان عبر مختلف البيئات، سواء البيئة البدوية أو البحرية أو الزراعية، حيث يتم تعريف زوّاره عن الماضي في سلسلة من المعروضات وبأشكال تتناسب مع نوع كل متحف من تلك المتاحف الأربعة.
وأضاف أنّه في متحف الحياة من الماضي تتجسد المقتنيات والأدوات المعروضة في 12 ركنا، يحتوي كل ركن منها على أدوات مرتبطة بمهنة كانت موجودة في الماضي، هذا إلى جانب قطع من الصناعات الحرفية التقليدية التي كان يمارسها الأجداد في الماضي، وتُصور للزوّار طبيعة الحياة ومساراتها من التجارة والبيع والشراء، فضلا عن أركان مخصصة لعرض الصناعات السعفية التي ترتكز على منتجات النخيل وتؤكد على أهميتها في سواحل الباطنة قديمًا.
وذكر أنّ المهرجان يضم عرضا لمقتنيات تاريخية من المتاحف الثابتة في مركز صحار الترفيهي وهو متحف أمجاد عُمان، بما يحتوي عليه من قطع أثرية وتاريخية تروي تفاصيل الماضي من السيوف والخناجر والدلال وأدوات الزينة ومقتنيات بحرية، وأخرى عن الملابس والأزياء التقليدية، وكذلك الأجهزة الكهربائية وآلات التصوير القديمة، موزعة ومرتبة بطريقة تقدم كل نوع من تلك المقتنيات بأسلوب يناسب طبيعتها.
وأوضح القاسمي أنّ مقتنيات المتاحف تحتوي على أدوات ومعدات طحن الحبوب، وأخرى عن الفضيات وأدوات الخياطة القديمة، والتي يعرضها متحف الأنصاري في أرض المهرجان، حيث تم تخصيص ركنًا لهذا المتحف مع جلسة جانبية تُحاكي استخدام بعض تلك الأدوات وتجربتها أمام زوّار المهرجان، بالإضافة إلى تقديم شرح عن استخدامات تلك الأدوات والمعدات لمرتادي المهرجان، والتقاط الصور التذكارية لتوثيق تلك المقتنيات و التي لم يبقَ منها سوى تلك القطع النادرة، والحفاظ عليها لأجيال تشهد على وجودها إلى وقتنا الحاضر.
كما يوجد في المهرجان متحف للمقتنيات البحرية المرتبطة بالغوص واستخراج اللؤلؤ وما يصاحبها من أدوات ومعدات للغوص، ونماذج لأنواع من أصداف البحر التي تستخرج منها حبات اللؤلؤ، بالإضافة إلى أركان لعرض مجسمات لأنواع عديدة من قوارب الصيد والسفن التقليدية التي اشتهر بها العُمانيون، وجابوا خلالها البحار والمحيطات، حيث يستمتع زوّار هذه الأركان من المتاحف بالتعرف على مسميات تلك الأدوات والمعدات المستخدمة في الصيد، وأدوات الغوص، مع شرح وتوضيح طرق استخدامها، مع إمكانية تجربة استخدامها بتطبيقات حية بحضور أصحاب الخبرة من البحّارة وصنّاع السفن التقليدية الذين يتواجدون في تلك الأركان من المهرجان بشكل يومي.
جدير بالذكر أنّ المتاحف الموجودة في مهرجان صحار مستمرة حتى ختام فترة المهرجان.