بقلم: يوسف بن أحمد البلوشي | كثيرا ما يتم التطرق إلى أهمية المحافظة على نظافة البيئة، والحمد لله نحن أول دولة خليجية تنشئ وزارة للبيئة، وهو ما يؤكد أهمية الوعي بالبيئة.
ولكن هناك فئة قليلة لا تلتزم بقواعد الحفاظ على البيئة وتقوم بتشويه مواقع سياحية جميلة سواء عند الأفلاج او الشواطئ او فوق الرمال. نذهب إلى تلك المواقع ونستمتع طوال الوقت بالاجواء ونقوم بالشوي والطبخ وغيرها من الحالات التي تصاحب الرحلة السياحية.
ومع ان ديننا الاسلامي حضنا على ان النظافة من الإيمان والإنسان المسلم نظيف يحب النظافة، لكن ما يقوم به البعض تشويه لصورة المسلم وانسان هذه الأرض عامة.
شاهدنا صورا من بعض السياح ترمي مخلفاتها على البساط الأخضر في صلالة وتترك موقعها من دون نظافة أو القيام بحمل فضلاتهم لموقع القمامة، بعد ان تمتعوا بالجو والوقت. ويقوم آخرون برمي علب البارد والماء وورق الكلينكس من المركبة من دون مبالاة عند الشواطئ التي يرتادونها باستمرار ويقضون وقتا جميلا ويمارسون الرياضة بجانب الشاطئ كل يوم ولا أحد يفكر ان يحمل قنينة ماء لرميها من الزبالة أو حتى الاحتفاظ بها في المركبة حتى وصوله إلى البيت او أقرب قمامة.
كم ستعمل الجهات المعنية في تنظيف الأماكن السياحية والشوارع والحارات والقرى إذا كنا نحن أبناء هذا الوطن نرمي كل شيء من دون حس بأهمية نظافة الوطن.
هل الإنسان بطبعه يحب القاذورات ورمي الفضلات في بيته وأي مكان يتواجد فيه من دون احساس بأهمية النظافة، لان اي إنسان نظيف في بيته فهو يحب النظافة في اي مكان يتواجد فيه، وبالتالي لا يرضى ان يرمى عود كبريت في الشارع او ورقة كلينكس من سيارته.
الجهات المعنية وفرت كل ما يمكن توفيره وعلمت النشرات التوعوية ووفرت براميل القمامة في كل حارة وقرية وعند الشواطئ، ولكن كل هذا لا يصلح إذا لم يفكر الإنسان قبل ان يرمي اي شيء من فضلاته انه يلوث بيئته ووطنه. وأن كل هذا الفعل يكلف ملايين الريالات ويحتاج الى قوى عاملة أجنبية لتنظيف الأماكن والمواقع السياحية والعامة لان المواطن لا يعمل في وظيفة عامل نظافة. فعلينا الإحساس بتلك الأيدي العاملة وهي تنظف من خلفنا في وقت سطوع الشمس وفي ساعات ارتفاع درجات الحرارة ونحن للأسف غير مبالين بتصرفاتنا غير الحضارية التي تشوه بيئتنا التي هي تقع ضمن مسؤولياتنا.