يكتبه: حمدان البادي|
التسول واحد من المنغصات التي تفسد يوم السائح، وحتى الإنسان العادي خاصة في البلدان التي خرج التسول من نطاق السيطرة وأصبح له تنظيمات يديرها أفراد ويعملون على توظيف الأطفال والنساء واستيرادهم من الخارج وصناعة سيناريوهات التسول وتحديد الضحايا المستهدفين .
وبين التسول والتشرد شعره قد لا ندركها إلا حين يحل الليل ويأوي الجميع إلى بيوتهم، حيث يبقى المتشردون وحدهم في الميدان ويختفي الجميع. في سلطنة عمان وخلال العشرون سنه الماضية كان التسول متذبذب الحضور وبالطبع هو موجود منذ القدم، ويعيد تطوير أدواته وتقديمها بصورة أكثر عاطفية، لتكون مقنعة وجاذبة للناس على العطاء، وأقول عشرون عاما وهي التي شهدت فيها الجهود التي تبذل للحد من تفاقم هذه الظاهرة، فمن زيارات المتسولين لمكاتب الموظفين في مرحلة ما قبل الأمن والسلامة في المؤسسات الحكومية والخاصة حيث كان للمتسولين جدول يطفون من خلاله على المكاتب، إلى الحيلة الأشهر ” أنا من الولاية الفلانية ومحتاج نول عشان أرجع البلاد ” إلى التسول برفقة طفل ومؤخرا ظهر التسول الرقمي، والكثير من الحيل المبتكرة والحجج الإقناعية، كأن يدعي المتسول بأنه بحاجة لـ 800 بيسة فقط مما يثير فضول الناس لما 800 بيسة وليس ريالا أو لم تم تحديد المبلغ بهذه الدقة؟.
من أغرب الحيل التي صادفتها في صناعية المعبيلة متسول آسيوي ادعى أنه من فلسطين وبحاجة ليأكل وحين شككت في هويته وأنه جنسيته الآسيوية واضحة تركني وذهب يبحث عن آخرين.
تبذل وزارة التنمية الاجتماعية بالتعاون مع شرطة عمان السلطانية والادعاء العام والجهات المعنية جهودا كبيرة للحد من هذه الظاهرة من خلال فريق مكافحة ظاهرة التسول بهدف القضاء على هذه الظاهرة والحد من تفاقمها عبر تعزيز ثقافة المجتمع في عدم التعاطي مع المتسول ، وتشجيع ثقافة العمل الحر والبسيط خيرا من سؤال الناس قد يعطوك وقد يمنعوك، لهذا تطلق وزارة التنمية الاجتماعية حملات توعية وتثقيف للحد من طاهرة التسول منها حملة “يرضيك” التي أطلقتها الوزارة مؤخراً في دعوة للناس بعدم التعاطي مع المتسولين ، حتى لا يجدون من سلطنة عمان بيئة خصبة لتكاثرهم في رسالة موجهة للمتسولين للسعي وامتهان ما يضمن لهم ديمومة الدخل ويحفظ لهم كرامتهم.
وتكمن خطورة التسول في استسهال المتسول لجمع المال، والناس بشكل عام فيها الخير وتحب تساعد لهذا قد نصل لدرجة لا نستطيع أن نفرق بين من يمر بظرف عارض وبين من أمتهن التسول ووجد فيه خير وربح كبير. وقد تضمن قانون الجزاء العماني فصلا بعنوان “التسول بين من خلاله عقوبة المتسول” وذلك وفقا للتعديلات الصادرة بالمرسوم السلطاني رقم ( 7 / 2018).
المادة 297 “يعاقب بالسجن مدة لا تقل عن شهر ولا تزيد على سنة وبغرامة لا تقل عن خمسين ريالاً عمانيا ولا تزيد على مائة ريال عماني أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من وجد متسولاً في المساجد أو الطرق أو الأماكن أو المحلات العامة أو الخاصة ، وللمحكمة مصادرة ما يكون معه من أموال عند ضبطه”.
لهذا هل ” يرضيك” ان تكون سببا في تعزيز حضور هذه الظاهرة في المجتمع العماني؟ من خلال دعمك السخي للمتسول أم سيكون لك كلمة ودور للحد منها. وكما قال المثل الصيني المشهور ” لا تعطني سمكة بل علمني كيف اصطاد السمك”.