مسقط – وجهات|
تطل الراحلة دارين مهدي على متابعيها والمهتمين بالبيئة واستدامتها من مبنى عمانتل حيث كانت المحطة الاخيرة لها في الحياة وقد اختارت المسؤولية الاجتماعية لتكون وظيفتها في أواخر أيامها في هذه الحياة، وبرغم المدة الزمنية القصيرة – قبل أن تنتقل إلى جوار ربها في يوليو من عام 2020 – وضعت الكثير من الرؤى والأفكار التي تنوى الاشتغال عليها في البيئة والاستدامة وهو السبب الذي استدعى من عمانتل أن تستقطبها لتعزيز برامج المسؤولية الاجتماعية في الشركة، وكان لها الفضل في إدراج عمود البيئة من ضمن استراتيجية المسؤولية الاجتماعية للشركة.
اليوم تطل دارين مهدي على أصدقائها والجمهور بشكل عام ومحبي البيئة بشكل خاص بكتاب يواصل تجربتها الحياتية ويوثق جزء من مسيرتها في مجال البيئة وعدد من الشهادات وذلك في حفل حضره عدد من المقربين وأصدقاء الراحلة. كتاب دارين مهدي، سيرة تأملات وشهادات، تبدأ مقدمة الكتاب بعبارة لدارين ” أعتقد إذا رب العالمين أخذ أمانته يوما ما، أحب أن يحتفي الأحياء بدلا من الندب والبكاء” وتقول ” إذا اردنا أن نكسب ثقة الناس من حولنا واحترامهم فإنه لا بد من إجادة طريقة للحديث معهم”.
تؤمن دارين – رحمها الله – بأن الكلام يقال لفنى والكتابة ترسم لتبقى لهذا جاء الكتاب كما في المقدمة التي حملت عنوان رسالة الكتاب ليكون امتداد حضورها رغم الغياب المبكر، والجلوس لقراءته بمثابة الجلوس معها، إن كنت تعرفها عن قرب فتأكد أنها ما زالت موجودة حولنا وإن كنت تعرفها من قبل فتتعرف عليها أكثر، وإن لم تكن تعرفها فإنها فرصة لتتعرف عن مبادراتها واسهاماتها بعد أن تقرأ فصول الكتاب الذي أتى في ثلاث فصول الأول في درب الدارينية والثاني من مفكرة الدارينية والثالث حبا في أثر الدارينية .
يقول الدكتور مهدي أحمد والد دارين في حديثه لإذاعة الوصال: – الكتاب هو إطلالة على فضاءات دارين ورحلة الثلاث السنوات في إعداد الكتاب هي بنفسها كانت شكل من أشكال الاستكشاف، الكتاب يشبه قسطا وافرا من دارين، لكن دارين التي نعرف لا أحد يعرفها. الكتاب امتداد لفضاء دارين وايجابياتها بدءً من تشكل وعيها في الحياة واهتمامها بالبيئة والتطوع والشباب عبر مجموعة من النصوص في الحياة والسفر والبيئة وما كتب عنها في سياق متصل يجعل من الكتاب امتداد لنشاط الراحلة وملهم للقارئ وباعث على الايجابية والتفاؤل.
انطلقت مسيرة دارين- رحمها الله- المهنية بعد حصولها على شهادة البكالوريوس في التقنيات الحيوية من جامعة السلطان قابوس، حيث عملت في حديقة النباتات والأشجار العُمانية في مجال التعليم البيئي ونشر الوعي حول سُبل صون الموارد البيئية في المجتمع المحلي ومدفوعة بطموحها وشغفها، أكملت دارين دراستها العليا وحصلت على درجة الماجستير في علوم الصون من جامعة أمبيرال في لندن ثم أصبحت عضوا في المجلس التنفيذي لجمعية البيئة العُمانية لثلاث دورات متعاقبة حتى آخر أيام حياتها.