مقال| المخيمات الشتوية

يكتبه: حمدان البادي |

 من المؤكد إذا كنت من مرتادي “إنستجرام” أو “سناب شات” قد ظهرت لك بعض “الستوريات” على أغنية ماجد المهندس، “الليالي برد وأشواقي هبوب والشتا يذبح وأشوفك بأوله”، حيث الثيمة الموحدة لأغلب ناشري هذا المحتوى نار والخيم ذات البطانة الحمراء والوسائد الحمراء أيضا. 

وإذا كان هذا المشهد مألوفاً في الرمال حيث المخيمات الشتوية فإن الفكرة امتدت إلى السيوح والشواطئ في بعض الولايات العمانية كنشاط شتوي مؤقت له محبيه ومريديه من الراغبين في كسر روتين الأيام والإحساس بجو الشتاء. 

يقال إن انتشار المخيمات الشتوية المؤقتة تزامنا مع بدء انحسار جائحة كورونا، لإيجاد مساحة للأسرة التي قضت أشهراً طويلة في الحجر المنزلي، ويبدو أن الفكرة نالت استحسان محبي هذا النوع من السياحة بدليل استمرار المخيمات وتناميها وهو الأمر الذي دفع بدوائر البلدية في المحافظات إلى إيجاد جوانب تنظيمية لهذا النشاط. 

وبالرغم من إن هذه المخيمات كانت في السابق تتم بطرق عشوائية وأحيانا حسب الطلب، إلا إنه تم مؤخرا تنظيمها وفقا لرسوم محددة بـ 200 بيسة للمتر، ومبلغ 100 ريال تأمين مع مجموعة من الاشتراطات الأخرى التي تحمي حقوق ملاك هذه المخيمات والتي تأتي وفق شروط معينة تمنح بموجبه التصاريح للراغبين بإقامة المخيمات المؤقتة في الأماكن التي تم تحديدها من قبل دوائر البلديات وفق اشتراطات محددة يتم فيها مراعاة ضوابط الأمن والسلامة، ومراعاة البيئة بعدم التعدي على الاشجار وحرق المخلفات وكذلك الاشتراطات الصحية كتوفير دورات مياه وفق مواصفات معتمدة صحيا إلى جانب ضرورة الالتزام بالآداب العامة.

وقد ساهمت المخيمات الشتوية إلى إيجاد حراك سياحي في الولايات إلى جانب تعزيز الحركة الاقتصادية وتشغيل الشباب الذين يقومون على إدارتها وفق بيئة تنافسية، على سبيل المثال، ما أن تغادر صحار باتجاه الطريق الواصل إلى ينقل ستودعك مجموعة من المخيمات الشتوية التي جاءت بأضواء براقة وبتصاميم مميزة من خيام الشعر والخيام العادية وما يأتي بها من مرافق، وما أن تتوغل في الطريق إلى ولاية ينقل حتى تجد على يمينك مجموعة أخرى من المخيمات الشتوية بما يؤكد انتشار الفكرة في باقي الولايات، فقد أعلت بلدية محافظة الظاهرة على سبيل المثال عن عدد من المواقع للراغبين في إنشاء مخيمات شتوية مؤقتة وذلك في مناطق ( الجفرة – مسكن – مقنيات – مسروق – سيح النهضة – القرى – الجزيرات – الخبيب – قراح – سطاح ) لم تقتصر هذه المخيمات على توفير المساحة، بل امتد ذلك لتعزيزها بمجموعة من الأنشطة والفعاليات كمساحة مخصصة للأطفال ومجموعة من الألعاب التي تناسب أفراد الأسرة وشاشة عرض سينمائية، وذهب البعض إلى صناعة حياة بدوية من خلال الأدوات المستخدمة وأرضية المخيم والمرافق التي جاءت معها ليمنح المخيمات ميزة تنافسية وقيمة مضافة للجمهور المستفيد منها.

 يتم تسويق هذه المخيمات عبر خوارزميات “إنستجرام”، ومنصات السوشل ميديا، واستضافة مروجي السوشل ميديا للإعلان، وهي مناسبة لتجمعات الأسرة والشباب وحفلات نهاية العام. ولأن الطلب كبير فالحجز المسبق أفضل حل لمن يرد أن يضمن وجود حجز.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*