مقال| سلّوم

يكتبه: حمدان البادي|

 كانت ريحة سلّوم طاغية على ريحة المكان في الساحة الخارجية لأحد المجمعات التجارية في مسقط، قادمة من مطعم عربي في الزاوية، وحتى أكون أكثر دقة لا أعرف بالضبط إن كانت ريحة سلّوم أو ريحة أحد إخوانه، المهم إنها من الروائح المزعجة لجماليات المكان.

وسلّوم لمن لا يعرفه هو اسم علامة تجارية لنوع من أنوع التدخين- يسمى معسل – مع علامات أخرى تتميز برائحتها النفاذة ودخانها الكثيف. ولأن الجوانب التشريعية ولله الحمد تمنع التدخين في الأماكن العامة وتنص على “حماية جميع الأفراد من التعرض لدخان التبغ في الأماكن العامة المغلقة” وتمنع من هم أقل من 18 سنة من التواجد في أماكن يسمح بها التدخين، إلا أن بعض الساحات التي تشكل وجهه سياحية وفي فضاءات مفتوحة تكون عرضة لأن تفوح منها روائح سلّوم وإخوانه، وهذا ما يحدث بالضبط في بعض ساحات المطاعم العامة التي أصبحت تشكل وجهة سياحية ومساحة يلتقي فيها الناس وخاصة الأسر التي تبحث عن لحظات هانئة تكسر فيها روتين الأيام.

 ومع إن بلدية مسقط تتابع هذا الموضوع وتشدد على تطبيقه، وفق الإطار التشريعي المنظم للتدخين في الأماكن العامة ومنعة في الأماكن المغلقة إلا إن مثل هذه الروائح لا يمكن السيطرة عليها سيطرة كاملة ومصيرها أن تفوح وتتكفل النسمات التي تهب في المساء لتوزيعها على المكان، لتمنح للمكان رائحته، لهذا وعلى سبيل المثال الشاطئ العام، الممشى في المجمع السكنى التجاري، سطح المجمع التجاري، هي مساحات عامة وليست مغلقة ومع ذلك سلّوم وروائحه يطلون منها، حتى الوقت الذي تقتطعه من يومك لتمارس رياضة المشي قد تصادف شله ألتمت على رأس سلّوم في مسارك.

 ووفقا للجانب التنظيمي لا مشكلة في ذلك والنص التشريعي حدد “أن يكون المكان معزولا عزلا تاما عن المناطق المخصصة لغير المدخنين وذي مساحة لا تقل عن عشرين مترا، بغض النظر عما إذا كان المكان المخصص مزوداً بنظام التهوية أو مرشح الهواء، كما يستوجب وضع علامات واضحة على الأماكن المخصصة للمدخنين” ولأن الشيشة والدخان بمختلف أشكاله محل إشكال وخلاف أزلي ، ولا يمكن تلافيه وفقا لما تتطلبه المرحلة والأسواق المفتوحة خاصة مع تكاثر محلات بيع التبغ التي باتت تنافس محلات الكرك والبرجر والقهوة مما يؤكد أن سوق التدخين رائج، وتجنبه من الصعوبة، والتجاهل ليس حلا بقدر ما إن مثل هذه الروائح فرصة لتعزيز الوعي والمسؤولية الذاتية في التعاطي مع هذه الآفات كفتح نقاش عائلي بشأنها على سبيل المثال. 

كما إن إنتشار مقاهي الشيشة وعدم معالجة الروائح الصادرة عنها من شأنها أن تؤثر على المطاعم المحيطة التي بلا شك ستفقد جزءا من جمهورها الذي لا يحب هذه الروائح، ويخشى على عائلته من تأثير التدخين السلبي .

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*