مقال| سياحة التخييم وتنشيط الحركة السياحية في ولاية بدية

يكتبه: د. رجب العويسي|


ولاية بدية برمالها الذهبية الساحرة وهوائها الذي يطرب النفس ويريح القلب، لها حضورها الملهم في حياة الكثير من أفراد المجتمع في استغلال الاجازات الوطنية والدينية والاسبوعية، لقضاء وقت الاستجمام والترويح، وحيث المساحات الرملية الشاسعة والكثبان المنبسطة والمتنوعة في تشكيلاتها وجمالياتها ومناظرها وطبيعتها الخلابة، مجالا رحبا للتخييم العائلي والمغامرات والرياضات الرملية ، التي ألهمت بيئاتها الواسعة حياة متجددة ورونقا جميلا واحتواء عائليا فريدا.
وتمثل سياحة التخييم أحد الوجهات السياحية لدى الكثير من العائلات والأسر، وتجد فيها مساحة أفضل للاستجمام والعيش في ظلال الطبيعة والاستمتاع بأجوائها الباردة، لمزيد من البهجة والمتعة والاستجمام والأمان النفسي، والترفيه وخلق أجواء عائلية يسودها الود والبهجة وتنمو فيها روح التغيير والشعور الجمعي، محطة عائلية يتجمع فيها الأحفاد والابناء والأعمام والأخوة وغيرهم، لتبدو الحياة في ثوبها الجميل ورونقها الذي يمد جسور التواصل العائلية واواصر القربى والرحم، طريقه لبناء حياة جديدة؛ فإن فتح المجال لتعظيم هذا الخيار السياحي والتوسع فيه خاصة في البيئات الرملية الممتدة، وإيجاد بيئات تخييم جاذبة وتستوعب الأعداد الكبيرة من السياح ، بحاجة إلى ممكنات أكثر ومرونة أوسع في انتاج هذه البيئات في مختلف المحافظات.
ومع أهمية تحقق ذلك يبقى وجود هذه البيئات ونجاحها وقدرتها على صناعة الفارق مرهون بتوفر الخدمات الأساسية فيها، والتي تأتي في مقدمتها خدمات الكهرباء والمياه وشبكات الاتصالات، والمصليات والمجمعات التجارية المتكاملة القريبة من هذه المواقع، وتوفير شبكات الطرق التي تتيح للسياح الوصول إليها، بالشكل الذي يجعل من مرافق التخييم محطات سياحية ذات جودة عالية وبيئة سياحية تحقق التنوع والاستدامة وتوفر مساحة للمنافسة، عبر وجود جملة من المحفزات الترويحية، كالتلفرك والمناطيد والدراجات والسيارات الرياضية ذات الطابع الرملي والصحراوي وغيرها والحصول عليها بأسعار مناسبة للجمهور، مع أهمية إبقاء الحس الأمني والخصوصية الاجتماعية لأهل الولاية ومعايير السلامة حاضرة بشكل مستمر؛ سوف يضمن نموا لهذه البيئات، وتوافد العدد الكبير من السياح والمغامرين وطلبة التعليم لها. كما سيضمن رصدا احصائيا حول أعداد السياح والمؤشرات النوعية المعززة لاقتصاد سياحة التخييم.
فهل ستتجه الأنظار في إطار ما يوفره قانون السياحة رقم (69/ 2023) في المادة (7) من فرص وممكنات نحو التوسع في هذه البيئات والمواقع السياحية وإعادة انتاجها وتكييفها لخدمة السياحة وتنشيط حركتها في المحافظات؟.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*